عادت محطات تصفية المياه في ريف ديرالزور الشرقي للعمل مرة أخرى، بعد توقفها لمدة شهر تقريبا، وذلك بسبب إقدام هيئة الطاقة في “الإدارة الذاتية” على قطع خط الكهرباء الخدمي المغذي لها، واتهام المواطنين القاطنين في محيط هذه المحطات بالتعدي على هذا الخط واستجرار الكهرباء منه إلى منازلهم، ما تسبب بضغط كبير على الخط وانقطاعه أكثر من مرة.
لجنة المحروقات في “الإدارة الذاتية” قامت بتزويد جميع محطات تصفية المياه في ريف ديرالزور الشرقي والبالغ عددها 19 محطة، بـ 38 ألف لتر من المازوت يتم توزيعها على ثلاث دفعات شهرياً، على أن تبلغ كمية الدفعة الواحدة 2000 لتر، والتي تكفي لتشغيل المحطات إلى حين إعادة التغذية الكهربائية إليها عبر الخط الخدمي.
وأشارت مصادر محلية إلى عدم تشغيل جميع محطات تصفية المياه في المنطقة، على الرغم من تزويدها بالمحروقات، وذلك نتيجة الأعطال التي أصابت المولدات الكهربائية خلال الفترة الماضية وعدم قيام المسؤولين عنها بصيانتها بشكل دوري، إضافة لحصول عمليات سرقة طالت مخصصات هذه المحطات، خاصة تلك التي تقع في المناطق التي لا تخضع لحراسة أمنية.
وأكدت المصادر لمراسل منصة SY24 في المنطقة الشرقية، أن هذه الكميات لن تكفي لتشغيل محطات تصفية مياه الشرب لأكثر من شهر واحد، ما يهدد بتوقفها عن العمل مرة أخرى وعودة أزمة المياه إلى المنطقة في ظل انتشار بعض الأمراض والأوبئة الخطيرة مثل الكوليرا، التي سببت وفاة 40 شخص على الأقل خلال الأشهر الماضية، غالبيتهم من الأطفال.
ويعاني ريف ديرالزور الشرقي من توقف عمل محطات تصفية المياه المتواجدة على نهر الفرات بشكل متكرر، الأمر الذي سبب معاناة كبيرة للأهالي في الحصول على مياه نظيفة ما اضطرهم لشرائها من الصهاريج التي تقوم ببيعها في المنطقة، أو استخدام بعض الطرق البدائية في تصفية المياه وتحليتها.
“سليمان العبدالله”، أحد سكان ناحية البصيرة في ريف ديرالزور الشرقي، أكد “عودة محطات التصفية إلى العمل مرة أخرى وبالتالي عودة المياه النظيفة إلى المنازل بعد انقطاع دام أكثر من شهر، إلا أنهم مازالوا يستخدمون الطرق البدائية في تصفية المياه، وذلك لعدم قيام المسؤولين عن هذه المحطات بتنظيف الخزانات من الشوائب والحشائش وغيرها من الأشياء الضارة”، على حد قوله.
وفي حديثه مع مراسل منصة SY24، قال الشاب: إن “المسؤولين عن محطات تصفية المياه لم يقوموا بتنظيف الخزانات قبل إعادة ضخ المياه إليها، ما سبب تراكم القمامة والحشائش الأرضية وحتى الحشرات والقوارض الميتة داخلها، الأمر الذي قد يهدد حياة المواطنين وصحتهم في ظل انتشار عدد كبير من الأمراض والأوبئة التي فتكت بالأهالي وخصوصاً الاطفال”.
وأضاف أنه “يجب على الإدارة الذاتية تمديد الكهرباء إلى جميع المناطق السكينة وليس فقط المؤسسات التابعة لها والمصانع والورشات الصناعية عبر الخط الخدمي، لأن ذلك قد يدفع الأهالي إلى الاستمرار بالتعدي على هذا الخط واستجرار الكهرباء منه إلى منازلهم، خاصةً في الوقت الحالي مع انخفاض كبير في درجة الحرارة وأزمة المحروقات التي تعاني منها المنطقة مع غلاء أسعار المازوت في السوق الحرة”.
يشار إلى أن مكتب الطاقة في “الإدارة الذاتية” التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، قد أعلن عن إيقاف الخط الخدمي المغذي لمحطات تصفية في ريف ديرالزور الشرقي قبل أكثر من شهر، وذلك بعد قيام مجموعة من الأهالي المقيمين في محيط هذه المحطات بنقل الكهرباء من الخط وجرها إلى منازلهم، ما تسبب بإضعاف وصول الكهرباء إلى المحطات وبالتالي توقفها عن العمل.