من ضغط على النظام لإعادة افتتاح الطريق القديم بين دمشق وديرالزور؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

أعلنت حكومة النظام في مدينة ديرالزور إعادة افتتاح طريق ديرالزور – دمشق القديم وتخفيض عدد الرحلات المغادرة إلى العاصمة عبر مدينة حمص، بالإضافة إلى قيام النظام بتخفيض أسعار تذكرة السفر عبر هذا الطريق مع انطلاق الرحلات مباشرة لحث الأهالي على السفر عبره والاستغناء عن الطريق السابق.

 

طريق ديرالزور – دمشق، والذي يمر عبر مدينة الضمير في ريف العاصمة الشرقي، يعتبر أقصر مسافة من طريق ديرالزور – حمص، إذ يوفر على الحفلات مسافة تقدر بحوالي 80 كم ما يخفض تكاليف السفر عليهم، ويقلل من استهلاك الوقود، في ظل الأزمة الخانقة التي تعيشها مناطق سيطرة النظام مع انعدام المحروقات وغلاء ثمنها، إلا أنه لا يزال يشكل تهديداً أمنياً كبيراً للمسافرين خاصةً مع تزايد نشاط تنظيم داعش في البادية السورية.

 

صفحات محلية تحدثت عن قيام قيادة ميليشيا الحرس الثوري الإيراني بالضغط على مديرية المواصلات في مدينة ديرالزور لإعادة استخدام طريق الضمير والاستغناء بشكل شبه تام عن طريق حمص، وذلك بهدف تشتيت خلايا تنظيم داعش التي تنشط في المنطقة وجعلها تقسم قواتها بين الطريقين، ما يسهل حركة المليشيات ويؤمن عمليات نقل شحنات الأسلحة والمخدرات عبر مناطق نفوذ التنظيم في البادية.

 

وأكدت أن الميلشيات الإيرانية مارست ضغطاً كبيراً على النظام للسماح لعناصرها باستخدام حافلات النقل العامة للتنقل بين ديرالزور ودمشق، خاصةً مع عدم قيام خلايا تنظيم داعش بتفتيش هذه الحافلات بشكل مستمر وبالذات في النهار، لعدم قدرتهم على نصب حواجزهم لفترات طويلة من الزمن وتخوفهم من تعرضهم لضربات جوية من قبل طيران النظام والطيران الروسي.

 

في حين كشفت مصادر خاصة من داخل محطة البولمان في ديرالزور، عن حالة كبيرة من السخط لدى عدد من أصحاب البولمانات بسبب سفر عناصر الميليشيات الإيرانية الأجانب وعائلاتهم في رحلاتهم المخصص للمواطنين إلى دمشق وحملهم السلاح داخل هذه الحافلات، ما دفع العديد من الأهالي إلى إلغاء تذاكر سفرهم أو تأجيلها إلى الرحلات التي لا تضم أي عناصر مسلحة تابعة لطهران.

 

“أبو محمد”، اسم مستعار لأحد العاملين في النقل بين مدينتي دمشق ودير الزور، ذكر أن عناصر الميليشيات الإيرانية والمحلية يستخدمون البولمانات للتنقل بين المدينتين ولكن بشكل قليل، لتخوفهم من قيام عناصر داعش المتواجدة في البادية من إيقاف هذه الحافلات وتفتيشها والتعرف عليهم وبالتالي إعدامهم ميدانياً كما حصل مع العديد من زملائهم، ولكن الآن يبدو أن الوضع قد تغير”، على حد قوله

 

وقال في حديثه مع منصة SY24، إن “الطريق الجديد يوفر علينا مسافة حوالي 100 كم ولا يحوي سوى حاجز الضمير العسكري بدلاً من الحواجز السبعة الموجودة عند مدخل حمص وعند مخرجها، إلا أنه ما يزال يشكل خطراً أكبر على المواطنين وخاصةً مع تزايد حدة هجمات داعش في البادية واحتمالية إيقاف الرحلات وتفتيشها ما تزال قائمة”.

 

وأضاف أن “عناصر الميليشيات الإيرانية وعائلاتهم باتوا يستخدمون بولمانات السفر العامة للتنقل بين ديرالزور ودمشق وأيضاً بين ديرالزور وحلب، مستغلين انشغال عناصر داعش بمهاجمة قافلات النفط والأرتال العسكرية وعدم قدرتهم على تفتيش جميع الحافلات المنطقة بشكل يومي، بالإضافة إلى تعمد الحرس الثوري الضغط لإعادة فتح الطريق القديم من أجل تشتيت التنظيم وجعله يوزع عناصره على أكثر من محور”.

 

وكان طريق ديرالزور -الضمير- دمشق قد أغلق منذ عام 2012، وذلك بعد سيطرة فصائل المعارضة السورية على معظم محافظة ديرالزور وأيضاً على موقف كراجات حرستا والطرق المؤدية له في دمشق، وقيام النظام بإغلاق هذه الطرق للحد من حركة المواطنين بين هذه المناطق، بالإضافة إلى إعلان تنظيم داعش إغلاق الطريق بشكل كامل بعد سيطرته على المنطقة في عام 2014 ومنع الأهالي من السفر للعاصمة إلا بعد الحصول على موافقته، الأمر الذي أثقل كاهل المواطنين ودفعهم لاستخدام طرق أخرى زادت من معاناتهم جسديا ومادياً.

مقالات ذات صلة