مكافآت مالية لا تتجاوز قيمتها 20 دولار تقريباً، تصرفها ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، لعناصرها في منطقة “السيدة زينب” جنوب دمشق، بسبب تدهور قيمة الليرة السورية، وهي بمثابة مساعدة لهم في ظل الغلاء والظروف المعيشية السيئة، حسب ما رصدته منصة SY24.
وقال المراسل في التفاصيل التي نقلها، إن “قيمة المكافأة تتباين بين العناصر السوريين المتطوعين في صفوف الحرس، وبين العناصر الأجانب، حيث تبلغ قيمتها بالنسبة للمتطوع السوري الأعزب، 50 ألف ليرة أي أقل من 10 دولار، و75 ألف للمتزوجين، بينما وصلت قيمة المكافأة للعناصر اللبنانية والعراقية 100 ألف للأعزب، و150 ألف للمتزوج”.
وأضاف أن “قيمة المكافأة بالنسبة للقياديين تختلف أيضاً بين المتطوعين السوريين كمرتزقة، وبين الجنسيات الأخرى، إذ لا تتعدى قيمتها 200 ألف ليرة، أما القيادي الأجنبي فتصل إلى 300 ألف، في تمييز واضح بين العناصر والقادة السوريين، وبقية العناصر من الجنسيات الأخرى”.
وأشار إلى أن المكافأة ستصرف لمدة شهرين فقط، بعد صدور القرار يوم أمس، ليتم تسليم الأموال اليوم عن طريق لجنة محاسبة، تذهب إلى المقرات، والنقاط، والحواجز العسكرية، وتسجل أسماء العناصر وتسلمهم المكافأة.
يذكر أن خوف الميليشيات من هروب العناصر وخاصة السوريين للبحث عن عمل آخر في ظل الغلاء والظروف المعيشية المتردية، هي الدافع الرئيسي وراء هذه المنحة، لضمان بقائهم وولائهم في الوقت الحالي، خصوصاً في الآونة الأخيرة حيث شهدت مناطق سيطرة النظام هبوطاً حاداً في قيمة الليرة السورية، وغلاء فاحشاً طال جميع مستلزمات الحياة.
تظهر الفروق في قيمة المنحة المالية بين العناصر السوريين وبقية مكونات الميليشيات تمييزاً عنصرياً واضحاً في طريقة تعاملهم، والوثوق بهم، وكانت منصة SY24 قد تناولت ذلك في تقرير مفصل، عن طريق شهادة أحد العناصر السوريين ويدعى “عدي المحمد”، منتسب سابق في صفوف ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، والذي تحدث عن “تعرضه وباقي عناصر الميليشيا المحليين لمعاملة سيئة من قادة الميليشيا وعناصرها الأجانب وخصوصاً الإيرانيين، الذين يتعاملون بعنصرية مع المكون العربي وبالذات الرافضين لتغيير مذهبهم الشيعي، معتبرين أنهم يشكلون خطراً على الميليشيا ومتهمينهم بالتآمر عليهم أو التخابر مع التحالف الدولي عقب كل ضربة يتلقونها”، على حد تعبيره.
ومن الجدير بالذكر أن الميليشيات الإيرانية تفتح باب التطوع معها في جميع المحافظات السورية التي تتمركز فيها، مقدمة مميزات مغرية، لاستقطاب أكبر عدد من الشباب، حيث يتم قبول أي مطلوب للخدمة العسكرية لدى جيش النظام، حتى وإن كان مطلوباً بقصص أمنية، وتسوية أوضاعهم وعدم السماح لأي فرع أمني بالتدخل بهم، مع إعطائهم بطاقة أمنية خاصة صادرة عن اللواء تحميهم في أي مكان ضمن سوريا.
وكانت منصة SY24 قد تناولت ملف الدورات العقائدية ومكاتب الانتساب إلى الميليشيات الإيرانية بشكل مفصل في تقاريرها السابقة، وأكدت أنه أثمر عن انتساب عدد كبير من الشبان، جميعهم مطلوبين إلى الخدمة العسكرية، أو المتخلفين عنها، إذ يتم الانتساب داخل مكاتب خاصة وبإشراف ضباط إيرانيين.