الإنفلونزا توقف العملية التعليمية في الرقة!

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

أعلنت لجنة التربية والتعليم في مجلس مدينة الرقة المدني تعليق الدوام المدرسي لمدة أسبوع في جميع المدارس والمعاهد التابعة لها، بعد انتشار كبير للفايروس المسبب لمرض الانفلونزا بين الطلاب والأهالي، والذي تسبب بعدد من الوفيات خلال الأيام الماضية.

 

أهالي الرقة اعتبروا أن تردي الأوضاع الصحية في المدينة وتراجع مستوى الخدمات المقدمة لهم وخاصةً بالنسبة للأطفال داخل المدارس، مع توقف معظم دورات المياه والمرافق الصحية عن العمل وتراكم كميات كبيرة من القمامة في الشوارع وعند المنازل المدمرة وعدم ترحيلها خارج المدينة، تسببت مجتمعة بتزايد حدة الأمراض والأوبئة في المنطقة.

 

فيما قالت لجنة التربية والتعليم التابعة لـ “الإدارة الذاتية” أن هذا القرار جاء لـ” ضرورات صحية وأنه سيتم إغلاق جميع المدارس والمعاهد والروضات في المدينة”، بعد تحذيرات من لجنة الصحة وعدد من أطباء المدينة من تسبب الانتشار الواسع لفايروس الانفلونزا بعدد من الوفيات وخاصةً بين الأطفال إن لم يتم اتخاذ الإجراءات والاحتياطات اللازمة.

 

مصادر طبية قالت إن الفيروس المنتشر في عدد من قرى وبلدات مدينة الرقة هو الفايروس المسبب للأنفلونزا العادية او ما يسمى بـ “الكريب”، إلا أن غياب الرعاية الصحية الجيدة وعدم توفر الأدوية اللازمة لمكافحتها، بالإضافة إلى جهل الأهالي بكيفية التعامل معه نتج عنه إلى الآن قرابة 4 وفيات بين الأطفال، ثلاثة منها في ريف الرقة وواحدة في ريف ديرالزور الغربي.

 

في الوقت الذي رحب فيه أهالي الرقة بقرار تعليق العملية التعليمية في المدينة، وذلك لأن المدارس والروضات تعتبر من أكبر بؤر انتشار الأمراض والأوبئة، بسبب انخفاض مناعة الأطفال وعدم فهمهم كيفية التعامل بحذر مع المصابين بهذه الأمراض، ناهيك عن اكتظاظ المدارس بأعداد كبيرة من الطلاب وارتفاع نسبة انتقال هذه الأمراض فيما بينهم بشكل كبير.

 

“أم أحمد”، سيدة من مدينة الرقة ووالدة لأحد طلاب المرحلة الابتدائية، قالت إن “أبناءها باتوا يصابون بالأمراض بشكل سريع خلال الآونة الأخيرة وبالذات بعد بدء الدوام المدرسي، نتيجة تلقيهم العدوى داخل المدرسة على الرغم من إعطائهم نصائح يومية بضرورة اتباع إجراءات السلامة وعدم الاختلاط مع الأطفال المصابين بأمراض معدية، وخاصةً الانفلونزا والرشح والأمراض الجلدية وغيرها”.

 

وفي حديثها لمراسل منصة SY24 في الرقة قالت:” ترددنا كثيراً في مسألة ايقاف إرسال الأطفال إلى المدرسة بعد سماعنا بوفاة بعضهم جراء الانفلونزا، ولكن خشينا من حرمانهم من التعليم نتيجة أمراض تعتبر عادية في فصل الشتاء، ولكن قرار لجنة التربية إيقاف العملية التعليمية في المدارس كان بمحله ويجب أن تمدد هذا القرار لأكثر من 14 يوم وهي الفترة المتوسطة لحضانة هذا الفايروس داخل جسم الإنسان”.

 

وأضافت:” الأمراض لا تأتي من العدم بل يوجد هناك محفزات لها ومن أهمها تراكم القمامة في شوارع وأزقة المدينة وداخل المدارس وتجمع الحشرات والقوارض التي تنقل هذه الأمراض حولها، بالإضافة إلى انعدام المرافق الصحية الصالحة للاستعمال داخل المدارس والمؤسسات الحكومية وفي الشوارع الرئيسية والأسواق، وتدني مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين وغيرها من الأسباب التي زادت من حدة هذه الأمراض وتسببت بحدوث وفيات”.

 

وتشهد مناطق شمال شرق سوريا الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” انتشاراً كبيراً لعدد من الأمراض والأوبئة التي تسببت مؤخراً بوفاة عدد من المواطنين، من بينها الانفلونزا وكورونا والكوليرا وبعض الأمراض الجلدية مثل اللشمانيا والصدفية، وغيرها من الأمراض التي تنقل عبر اللمس أو عبر الحشرات مثل الذباب والبعوض، وسط دعوات أهلية ومحلية لضرورة مكافحة هذه الأمراض بالتعاون مع المنظمات الدولية ومنظمة الصليب الأحمر، وتوفير وسائل الحماية منها والأدوية المضادة لها.

 

مقالات ذات صلة