الميليشيات تستعد للاحتفال بأعياد الميلاد في ديرالزور

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

بدأت مدينة ديرالزور الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية والمحلية الموالية له، الاستعداد للاحتفال بأعياد الميلاد التي ستبدأ اعتباراً من الأسبوع الجاري ولغاية نهاية السنة، عبر تزيين الشوارع والأحياء السكنية ووضع أشرطة الإنارة والأضواء الملونة في الأسواق بالتزامن مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة بشكل شبه كامل وزيادة عدد ساعات التقنين لتتعدى 8 ساعات قطع مقابل نصف ساعة وصل متقطعة.

 

عدد من مطاعم وكافتيريات المدينة التي يرتادها مسؤولو النظام وقادة الميليشيات المسلحة التابعة له مع عائلاتهم، نشرت برنامجها الفني للاحتفال بأعياد الميلاد وعيد رأس السنة وبدأت استقبال الحجوزات مقابل مبالغ مالية تراوحت بين 10 آلاف و 20 ألف ليرة سورية لدخول الشخص الواحد، مع توقعات بأن تصل قيمة فاتورة العشاء في هذه المطاعم لأكثر من 150 ألف ليرة سورية للفرد.

مصادر خاصة ذكرت لمراسل منصة SY24 داخل مدينة ديرالزور، قيام قادة محليين في ميليشيا الحرس الثوري الإيراني بحجز أكثر من طاولة داخل أحد مطاعم المدينة وبشكل سري لمشاركة مسؤولي النظام وقادة أجهزته الأمنية الاحتفالات بعيد رأس السنة، وسط ترتيبات أمنية لحراسة هذه المطاعم وفرض طوق أمني مشدد حولها أثناء الاحتفالات، مع إعطاء كادر المطعم أوامر بضرورة عدم تصوير الحاضرين لهذه الاحتفالات منعاً لتسرب الصور.

 

المصادر ذاتها قالت، أن تكلفة الطاولة الواحدة لأربع أشخاص مع حضور الحفلة الموسيقية لمطربين محليين وعشاء وغيرها من الخدمات المقدمة لهم قد تتجاوز “نصف مليون ليرة سورية”، أي ما يعادل راتب ثلاثة موظفين في القطاع الحكومي، في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي السيئ الذي يشهده سكان المدينة مع تعدد الأزمات التي يعانون منها.

فيما أشارت مصادر أخرى إلى قيام ميليشيا الحرس الثوري الإيراني بضخ كميات كبيرة من المحروقات القادمة من العراق في المدينة بطلب من النظام، بغرض تشغيل المولدات والمحولات الكهربائية في أيام الاحتفالات بأعياد الميلاد، بالإضافة إلى نيتها بيع بعضها لأصحاب هذه المطاعم بأسعار مرتفعة أو حضور الحفلات المقامة فيها مجاناً مقابل كمية منها.

 

“أم محمد”، مدرسة في إحدى مدارس ديرالزور الابتدائية، قالت أن “الاحتفالات بأعياد الميلاد وعيد رأس السنة ستكون مخصصة لطبقة معينة من أهالي المدينة وهي طبقة المسؤولين وقادة الميليشيات المسلحة وعائلاتهم، بالإضافة إلى طبقة الأثرياء والتجار وعائلاتهم الذين يستطيعون تحمل تكلفة حضور هذه الحفلات التي قد تكلف الشخص الواحد أكثر من 100 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل راتب موظف حكومي”، على حد وصفها.

 

وقالت المدرسة في حديثها مع مراسل منصة SY24 في ديرالزور، “ما يعانيه أهالي مدينة ديرالزور اليوم لم يعانوا منه إبان فترة حصار تنظيم داعش لها منذ أكثر من خمس سنوات، مع ارتفاع أسعار جميع المواد الغذائية والتجارية وانعدام شبه كامل للمحروقات وغاز الطبخ، واستمرار انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة بشكل شبه كامل وانعدام الخدمات، وغيرها من الأزمات التي أثقلت كاهل الأهالي وحولت حياتهم إلى جحيم”.

 

وأضافت أنه “في كل عام يحتفل مسؤولو النظام وقادة ميليشياته المسلحة بأعياد الميلاد بشكل منفرد وفي عزلة عن بقية أبناء المدينة، حيث يتم إنارة بعض الشوارع والأحياء التي تشهد احتفالات وتصويرها من قبل أجهزة إعلام النظام، فيما تبقى بقية الأحياء تعيش في ظلام دامس وكأنها غير موجودة مع سكانها، في مشهد يظهر مدى التفاوت الطبقي الذي تعيشه المدينة في ظل حكم الميليشيات المسلحة”.

والجدير بالذكر بأن معظم المطاعم والمقاهي الكبيرة في المدينة تعود ملكيتها إلى قادة في ميليشيا الدفاع الوطني وأيضا بعض ضباط جيش النظام وأجهزته الأمنية، الذين قاموا بافتتاحها عبر وضع واجهات مدنية معروفة في المدينة لإبعاد الشبهات عنهم وضمان استمرار عملهم، مع استغلالهم لنفوذهم في تزويد هذه المطاعم بكل ما يحتاجونه من بضائع مهربة ومحروقات وغيرها من السلع المفقودة في الأسواق المحلية، والتأكد من عدم تعرضها للمساءلة والتفتيش من قبل تموين النظام.

مقالات ذات صلة