أعلن نادي الفتوة لكرة القدم في مدينة ديرالزور، الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري والميليشيات الموالية له، عن إقامة دورات مجانية للشهادتين الإعدادية والثانوية بفرعيها العلمي والأدبي، وبإشراف عدد من الأساتذة المتخصصين وذلك في مقر النادي بحي القصور، وتستمر هذه الدورات لمدة عشرة أيام يتم إعطاء الطلاب فيها دروساً مكثفة في عدد من المواد الدراسية.
وجاء إعلان نادي الفتوة عن إقامة هذه الدورات للطلاب، بعد أسابيع قليلة من قيام المركز الثقافي الإيراني بنفس الخطوة، عن طريق إقامة دورات مجانية لطلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية ولنهاية العام الجاري، مع تقديم منح مالية للمتفوقين وبعض المساعدات الغذائية والعينية لهم و لعائلاتهم، بالإضافة إلى عروض لإكمال دراسة البعض منهم في طهران على نفقة الحكومة الإيرانية.
غير أن الدورات التي أطلقها المركز الثقافي الإيراني شهدت إقبالاً ضعيفاً من الطلاب والطالبات على الرغم من قيام إدارته باستقدام أفضل الأساتذة المتخصصين في المدينة، غير أن الأهالي فضلوا عدم حضور أبنائهم هذه الدورات خوفاً من تجنيدهم في صفوف الميليشيات الإيرانية أو زرع أفكار متطرفة تتعلق بالمذهب الشيعي فيهم.
مصادر خاصة نقلت لمراسل منصة SY24 في مدينة ديرالزور قيام الميليشيات الإيرانية باستغلال نفوذها داخل نادي الفتوة الاجتماعي وطلبها منه إقامة دورات مكثفة ومجانية لطلاب المدينة ولمدة محدودة، بغرض تسجيل أكبر عدد من هؤلاء الطلاب فيها ومن ثم نقلهم لإكمال هذه الدورات إلى المركز الثقافي الإيراني الموجود في نفس الحي الذي يقع فيه مقر النادي.
وذكرت مصادرنا، أن رئيس نادي الفتوة المقرب من الميليشيات الإيرانية “مدلول العزيز” تحمل التكلفة المالية عن هذه الدورات بنفسه، وأعلن أنه سيقدم هدايا ومنح مالية للطلاب المتفوقين في الشهادتين الإعدادية والثانوية وذلك بشرط تسجيلهم في دورات النادي، والتطوع للعمل به في فصل الصيف وأيام العطل الرسمية.
وتأتي هذه الخطوة في ظل أوضاع اقتصادية سيئة يعاني منها غالبية أهالي مدينة ديرالزور والتي منعتهم من تسجيل أبنائهم في دورات تقوية خصوصية نتيجة تكلفتها العالية، وقيام حكومة النظام بمنع إقامتها داخل المنازل وحصرها على المراكز والمعاهد الدراسية التي تم افتتاح عدد منها مؤخراً بدعم من الميليشيات الإيرانية وميليشيا الدفاع الوطني، مقابل مبالغ مالية وصفت بـ “الطائلة”.
“أم خالد”، سيدة من مدينة ديرالزور وأم لطالبة في المرحلة الإعدادية، ذكرت أن “عروض الدورات المجانية في مدينة ديرالزور باتت أكثر من نظيرتها غير المجانية، الأمر الذي أثار تساؤلاً لدى جميع الأهالي حول طبيعة هذه الدورات والهدف منها، خاصةً أنها تقام في أماكن تابعة للميليشيات الإيرانية ذات السمعة السيئة والتاريخ الإجرامي، وبالذات ضد الأطفال إن كان في سوريا أو العراق أو اليمن أو لبنان”، على حد وصفها.
وقالت في حديثها مع مراسل منصة SY24 في ديرالزور، إن “جميع من في المدينة يعلم أن غرض المراكز الثقافية الإيرانية هو نشر الفكر الشيعي، ولهذا السبب قاطعنا جميع هذه الدورات ورفضنا إرسال أبنائنا لحضورها على الرغم من مجانيتها، وهو ما دفع المسؤولين عنها للاستعانة بأذرعها داخل المدينة إن كان نادي الفتوة الاجتماعي أو المنظمات الإغاثية والإنسانية الموجودة فيها، في محاولة منها استمالة أكبر عدد ممكن من الأطفال إلى جانبها”.
وأضافت أن “نادي الفتوة الاجتماعي تلقى ومازال يتلقى دعماً مالياً من الميليشيات الإيرانية في محاولة من الأخيرة بسط سيطرتها على جميع القطاعات الثقافية والاجتماعية داخل ديرالزور، ومحاصرة الأهالي حتى في النادي الوحيد الذي يقدسه أبناء المدينة ويعتبرونه المتنفس الوحيد لهم في ظل الأوضاع المعيشية السيئة وغياب مقومات الحياة الأساسية عنها”.
والجدير بالذكر أن رئيس نادي الفتوة الرياضي لكرة القدم “مدلول العزيز”، وهو عضو في مجلس الشعب السوري، يعد من أهم أذرع إيران في مدينة ديرالزور ومن أكبر الداعمين لها، لكونه أحد أكبر المستفيدين من الأوضاع التي شهدتها المدينة، بعد سيطرته على معظم إيرادات حقل الخراطة النفطي بريفها الغربي، وقيامه بضخ كميات كبيرة من الأموال لصالح مشروع إيران في المنطقة، ما دفع الأخيرة لتقديم الدعم الكامل له وترشيح اسمه لمجلس الشعب ولعدد من المناصب الفخرية في النوادي والملتقيات الأهلية، بغرض السيطرة عليها من قبلها واستخدامها لإكمال مشروعها في نشر الفكر الشيعي في المنطقة.