ألمح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى نيته سحب المزيد من المرتزقة السوريين للمشاركة في حربه على أوكرانيا، في حين رأى مراقبون أن بوتين لا يريد أن يخسر مزيدا من جنوده هناك.
وقال بوتين في تصريحات له، اليوم الأربعاء، إنه “خلال تطوير قدرات قواتنا في أوكرانيا يجب الاستفادة من خبرة قواتنا العسكرية التي عملت في سوريا”، مضيفاً “سنقوم بكل من نحتاجه لزيادة قدراتنا العسكرية خلال العمليات الخاصة بأوكرانيا”.
وحول ذلك رأى الباحث في مركز جسور للدراسات “وائل علوان” أنه “منذ بداية الاحتلال الروسي لأوكرانيا كان هناك استدعاء للقوات الروسية الموجودة في سوريا لكن بشكل ربما محدود، حيث يمتلك الجيش الروسي بشكل عام قدرات بشرية كبيرة”.
وأضاف في حديثه لمنصة SY24، أن “التواجد الروسي في سوريا بالأساس هو تواجد نوعي وبسيط إذا ما تكلمنا عن القوات الرسمية، أما مرتزقة من مجموعات فاغنر فبالتأكيد جرى نقلها منذ بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا”.
وتابع “لكن مع الظروف الصعبة غير المتوقعة بالنسبة لروسيا التي تكبدتها القوات الروسية في أوكرانيا، كان هناك توجه روسي لتوسيع دائرة إشراك القوات الروسية التي تدربت في سوريا، وللأسف كانت القوات الروسية في سوريا تتدرب على مواجهة مدن ومجموعات ثورية ليست جيوش وليست مسلحة، وبالتالي كانت هناك حالة استفادة واستغلال روسية لتجريب الأسلحة وإكساب المقاتلين الروس خبرة استخدام هذه الأسلحة، والضحايا كانت المدن السورية والمدنيون السوريون”.
وزاد قائلاً “اليوم مع أزمة روسيا في أوكرانيا، فإنها تحاول أن توسع من عملية استثمار واستغلال التجارب التي قامت بها في سوريا، وسط غياب المساءلة (الدولية) عن هذا الحجم الكبير من القتل والتدمير والتجريب الذي مارسته روسيا ضمن الخريطة السورية، فضلا عن مساندتها للانتهاكات والجرائم الواسعة التي قام بها النظام السوري”.
وكان “بوتين” أعلن التعبئة الجزئية للجيش، مشيرا إلى تعرض بلاده لتهديدات نووية، وملوحا بما تمتلكه موسكو من أسلحة دمار شامل، حسب ما تناقلته الكثير من المصادر.
في حين اعتبر مراقبون أن “روسيا فشلت فشلا ذريعا في استنطاق الحالة السورية لتطبقها في أوكرانيا، لأن أوكرانيا تمتلك وزارة دفاع ورئيس منتخب فاعل وليس دمية”، حسب وصفهم.
من جهتها، قالت “بتول حديد” مساعد باحث في مركز حرمون للدراسات المعاصرة لمنصة SY24، إن “بوتين يريد سحب المزيد من الشباب والميليشيات من مناطق النظام للزج بهم في حربه على أوكرانيا”.
ولفتت إلى أن بوتين “لديه نقص حاصل في قواته، وبالأساس لا يريد أن يخسر المزيد من مقاتليه في أوكرانيا”.
الجدير ذكره، أن المبعوث الألماني الخاص إلى سوريا “ستيفان شنيك”، اعتبر في وقت سابق من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أن خسائر وانتكاسة روسيا في أوكرانيا ستؤدي إلى إضعاف قدرتها العسكرية في سوريا.
بدوره، رأى الخبير الروسي “ديمتري بريدجة” في تصريح لمنصة SY24، أن “الحرب السورية أعطت مجالاً كبيراً لتدريب القوات الروسية وإعطاء لها المجال في تقوية قدراتها عبر تجربة ما يقارب 300 سلاح على الأراضي السورية، وهذه التجربة يمكن أخذها كنموذج للحرب في أوكرانيا”.
وذكر أن “هذه الخطوة كانت واضحة عندما تم تغير الجنرال الروسي الذي يقود الحرب في أوكرانيا إلى جنرال آخر مر بالحرب السورية وساعد (قوات النظام السوري) في السيطرة على مدينة حلب السورية عام 2017-2020 ، عبر استعمال الضربات التكتيكية (الضربات الاستراتيجية)، التي تم استعمالها سابقا في الحرب العالمية الثانية بين عامي 1939-1941، وهو نموذج للحرب التي خاضتها روسيا في الشيشان ولكن الآن عبر الطائرات بدون طيار حيث العدو اختلف ما بين مجموعات مسلحة غير نظامية ليست لديها أسلحة وتدريب، إلى قوات نظامية تم تدريبها من قبل الناتو و إعطاء الأسلحة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية”.
وبيّن أن تصريح بوتين لا يعني أنه “ينوي سحب المزيد من مرتزقة نظام الأسد للقتال في أوكرانيا، لأن هذا الأمر لن يغير شيئاً في ساحة المعارك، ولكن يمكن سحب بعض الأسلحة الاستراتيجية المهمة التي يمكن أن تفيد القوات المسلحة الروسية في محاربة الجيش الأوكراني المدعوم غربيا”.
ومؤخراً، لفت “جويل رايبورن” المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا، إلى أن مصير رأس النظام السوري “بشار الأسد” مرتبط بالأحداث الدائرة في أوكرانيا.
وقال في تغريدة، إنه “إذا خسر فلاديمير بوتين حربه في أوكرانيا، فسيخسر بشار الأسد في نهاية المطاف حربه في سوريا”.
وكان رأس النظام السوري “بشار الأسد”، أعلن دعمه للحرب الروسية على أوكرانيا، زاعما أن أن هذه الحرب هي “تصحيحٌ للتاريخ وإعادةٌ للتوازن إلى العالم الذي فقده بعد تفكك الاتحاد السوفيتي”، حسب تعبيره.