في إدلب.. مدافئ المدارس خارج نطاق الخدمة!

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

تخلو مدارس عدة في إدلب وريفها ومناطق المخيمات من وسائل التدفئة، تزامناً مع انخفاض درجات الحرارة في شهري كانون الأول والثاني، إذ يقضي الطلاب وقتاً طويلاً، يتجاوز خمس ساعات يومياً في الصفوف المدرسية، دون وجود وسيلة تدفئة، تعدل درجات الحرارة المنخفضة.

منصة SY24 التقت المعلمة “سهى” 28 عام، تعمل في مدرسة غربي إدلب، قالت في حديث خاص لمنصة SY24، إن “البرد يؤثر بشكل سلبي على الطلاب والمعلمين أيضاً، وألاحظ ارتجاف أصابع طلابي أثناء الكتابة في كثير من الأحيان، كما أن هناك بعض الصفوف المدرسية غير مجهزة بشكل كامل، فضلاً عن وجود نوافد مكسرة جراء القصف في السنوات السابقة، إذ تتسرب منها أحياناً مياه الأمطار ما يسبب مشكلة كبيرة لدينا”.

تؤكد معلمة أخرى رفضت الكشف عن اسمها، أن جميع المدارس هذا العام تخلو من وسائل التدفئة، رغم أن بعضها مدعوم من منظمات إنسانية، إلا أنها إلى اليوم لم تشتعل مدفأة في الصفوف المدرسية، رغم انخفاض درجات الحرارة، ما يزيد من تعرض الطلاب ولاسيما الصغار إلى أمراض الزكام والرشح والأمراض الصدرية بسبب قضاء وقت طويل في البرد.

يشكو عدد من الأهالي تحدثنا إليهم من سوء الخدمات العامة في المدارس، خاصة تأمين وسائل التدفئة لأطفالهم وقد انتصف الشتاء، رغم أنهم دفعوا بداية العام الدراسي مبلغ 50 ليرة تركية عن كل طالب، تحت مسمى “التعاون والنشاط” والذي من المفترض أن يتم من خلاله تخصيص مبلغ معين لشراء مواد التدفئة ولو لفترة محددة في أوقات البرد الشديدة.

وحسب ما رصدته منصة SY24، فإن مديرية التربية والتعليم في إدلب التابعة لحكومة الإنقاذ، فرضت مبلغ 100 ليرة تركية كرسوم تسجيل طلاب الصف الأول تدفع عند تسجيل الطالب بداية العام، وخمس ليرات ثمن استمارة، في حين يتوجب على باقي الطلاب دفع مبلغ 100 ليرة أيضا، ولكن على دفعتين أي خمسين في بداية الفصل الأول، وخمسين عند بداية الفصل الدراسي الثاني، وذلك بسبب ردة فعل الأهالي الرافضين لدفع المبلغ بشكل عام، بسبب عدم تناسبه مع دخل المواطنين، ولاسيما أن الشريحة الأكبر منهم من عمال المياومة، وأجرتهم اليومية لا تتعدى 50 ليرة يومياً.

تقول “صباح” أم لثلاثة أطفال، تسكن في أحد المشاريع السكنية بمنطقة “كفرلوسين” شمال إدلب، إنها “تعاني طيلة الشتاء من مرض أطفالها، وتشتري لهم بشكل دائم أدوية الالتهاب والرشح والسعال نتيجة البرد، إذ أن أطفالها جميعهم في المدرسة، ويقضون وقتاً طويلاً دون دفء، إلا من ثيابهم الصوفية، سواء في الغرف الصفية الكبيرة، أو باحة المدرسة، ما تسبب في تعرضهم إلى أمراض صدرية”.

مصدر خاص في أحد المنظمات العاملة في الشمال السوري، قال إن الجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية تدعم رواتب الموظفين والكوادر التعليمية، وأحياناً القرطاسية، وتأمين والكتب، ولكنها غير قادرة على تأمين وسائل التدفئة للطلاب.

وأضاف أن نقص بعض الاحتياجات العامة موجود بكل القطاعات بما فيها القطاع التعليمي الذي يعاني بالأساس من ضعف شديد في الشمال السوري، أسفر عن إيقاف عدد من المدارس في الأشهر السابقة وخروجها عن الخدمة بسبب ذلك.

وأكد أن “المنظمات الداعمة للعملية التعليمية غير قادرة على دعم جميع المدارس، ويقتصر دعمها على عدد محدد منها، رغم قيامها بحملات حشد ومناصرة، لتسليط الضوء على تلك المشكلة لكن دون جدوى”.

يذكر أن الجهات المعنية في إدلب، تغض الطرف عن وضع التدفئة في المدارس ككل عام، دون وجود حل فعلي لتجاوز أشهر الشتاء بتأمين الوقود اللازم لإشعال المدافئ، التي تحتل حيزاً من الغرف الصفية ولكنها خارج نطاق الخدمة منذ زمن.

مقالات ذات صلة