وسط تكتم كبير بين صفوف الميليشيات في ريف دمشق، فإن أعداد القتلى والمصابين بمرض الكوليرا بازدياد، ولاسيما بين عناصر ميليشيا “حزب الله” اللبناني، المتمركزة في عدة مقرات عسكرية، بمناطق مختلفة من القلمون الغربي في ريف دمشق.
وفي آخر المستجدات التي نقلها المراسل، قال إن “عدد المصابين منذ بداية الشهر الجاري وحتى اليوم بلغ أكثر من 60 إصابة في صفوف العناصر في بلدات عسال الورد، وحوش عرب، وقرية المحبة”
أكد مراسلنا، أن غالبية المصابين من الجنسية اللبنانية، حيث تم تحويل الحالات الخطرة منهم إلى غرف خاصة، بعد تدهور حالتهم الصحية، من بينهم قياديين اثنين، أحدهما مسؤول عن دوريات ليلية، والثاني نائب قائد مجموعات عسكرية تشرف على منطقة “حوش عرب” يلقب بـ (المنشار) وهو لبناني الجنسية.
المرض فتك بخمسة عناصر خلال هذا الشهر، لقوا مصرعهم بعد مضاعفات كبيرة، ثلاثة من الجنسية اللبنانية، واثنين سوريين، تم دفنهم بمنطقة مجهولة في صحراء عسال الورد دون تبليغ ذويهم عن أسباب الوفاة.
وفي سياق متصل، أضاف المراسل أن جميع المصابين يتم علاجهم ومتابعة حالتهم الصحية في المشافي الميدانية التابعة للحزب، بين قريتي “حوش عرب” و”جبعدين”.
فيما تتكتم ميليشيا الحزب على خبر انتشار المرض بشكل كبير، دون الإدلاء بأي تصريح عن أعداد المصابين، أو الكشف والبحث عن أسباب الانتشار للحد منها، ولاسيما أن السبب الرئيسي وراء تفشي المرض بشكل كبير في صفوفهم، هو قلة النظافة وانتشار الأوساخ داخل المقرات والنقاط العسكرية المنتشرة في مناطق سيطرتهم بالقلمون وريف دمشق.
وحسب ما رصدته منصة SY24 من خلال شبكة مراسليها في ريف دمشق، كانت قد تناولت في تقرير سابق، مصرع قيادي من ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، بعد ظهور أعراض مرض الكوليرا عليه بشكل واضح، وتدهور حالته الصحية، في شهر تشرين الثاني الماضي، حسب ما أفاد به مراسلنا هناك.
القيادي المدعو “حاج سياح”، في الخمسين من عمره، إيراني الجنسية، مسؤول عن العلاقات العامة في ميليشيا “الحرس الثوري” في منطقة السيدة زينب، وهو من قيادات الصف الأول بالحرس في مناطق دمشق كلها.
كما أصيب في نفس الفترة أكثر من ثلاثين عنصراً من ميليشيا الحرس الثوري، بعضهم حالته سيئة وبعضهم الآخر إصابات بسيطة، كل ذلك حدث بعد الاحتفال الكبير والازدحام أثناء تركيب شباك مقام “السيدة زينب” الجديد منذ فترة، حيث أن الميلشيات الإيرانية واللبنانية الحليفة للنظام حولت معظم المناطق التي تسيطر عليها في مناطق القلمون الغربي والشرقي، ومناطق جنوبي دمشق، إلى أماكن عبادة خاصة بها.
يذكر أن الفترة الماضية شهدت احتفالات دينية في عدة مقامات شيعية، وسط حشود كبيرة من الزوار الشيعة، وعناصر الميلشيات، مع عدم التزامهم بالتدابير الوقائية أثناء فترة تفشي الأوبئة والأمراض المعدية مثل وباء كورونا ومرض الكوليرا، ما سبب ازدياد واضح في أعداد المصابين والقتلى جراء ذلك.