تباينت التحليلات حول النشاط غير المسبوق لتنظيم داعش، وبالأخص تركيزه على استهداف المقرات الأمنية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية شرقي سوريا.
وفتح الهجوم الأخير على مقر أمني تابع لقوات قسد في حي الدرعية بمدينة الرقة، الباب على كثير التساؤلات حول أسباب هذا النشاط لداعش وخلاياه النائمة؟ ولماذا المقرات الأمنية؟ وهل هي عملية انتقام رداً على الحملات الأمنية التي ينفذها التحالف الدولي بالتنسيق مع قسد ضده؟.
وفي هذا الجانب، أوضح “مضر الأسعد” المنسق العام للمجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية في حديثه لمنصة SY24، أن “تنظيم داعش ما زال موجوداً وقد أعلن عن نفسه أنه موجود من خلال العمليات العسكرية وعمليات الاختراق التي يقوم بها وسط المناطق التي تسيطر عليها قسد والميليشيات الإيرانية والنظام السوري، وينطلق من خلال البادية الشامية لتنفيذ عملياته الأمنية المربكة والقوية ضد قسد، مستغلاً الحالة الأمنية المفككة لدى النظام والميليشيات الإيرانية وبخاصة لدى قسد”.
وأضاف أن “هذا يدل على تفكك الأجهزة الأمنية لدى قسد، وعلى أنها لا تستطيع مواجهة داعش ولا حتى مواجهة الشعب السوري الثائر”.
وأشار إلى أن داعش “يحاول تنفيذ عملياته العسكرية خلف خطوط العدو، أي العدو الذي يقوم برسمه هو ويختاره هو ويختار الوقت والمكان المناسبين لتنفيذ العمليات الأمنية ضد قسد وخاصة في وادي الفرات”.
وتابع أن “الجرائم التي ترتكبها قسد بحق أبناء الفرات ومنطقة الجزيرة جعلت حالة التذمر تزداد جدا لدى أبناء القبائل العربية في وادي الفرات وجنوبي الحسكة، حيث أصبحت الحاضنة الشعبية ترفض رفضا واسعا وجود قسد والقيادات القادمة من جبال قنديل”.
ورجّح وجود “بعض التنظيمات التابعة لقسد تقوم بتنفيذ عمليات اعتقال واغتيال تحت مسمى خلايا داعش، وهم يتبعون لقسد ويتلقون الدعم الكامل من قسد من أجل ترويع الأهالي والضغط على الأهالي من أجل إيصال رسالة لأهالي الفرات والجزيرة مفادها (نحن أو داعش)”.
وكان بعض المراقبين أجمعوا على أن قسد تستغل ورقة داعش لصالحها، وأن تصعيد العمليات الأمنية لداعش في هذا التوقيت يوحي بأن هناك جهات تحرك هذا التنظيم لأغراض باتت معروفة، حسب تعبيرها.
في حين يرى آخرون أن تغلغل داعش داخل المجتمع والقيام بعمليات هنا وهناك يخدم قسد بالدرجة الأولى ويتخذ من هذا مبرراً للقضاء على الاصوات المطالبة بـ “خروج كوادر حزب العمال الكردستاني من المنطقة”.
وكان اللافت للانتباه في سياق العمليات الأمنية التي يقوم بها داعش وخلاياه، هو الهجوم الذي طال بعض مقرات قسد الأمنية في دير الزور، بعد يوم واحد من الهجوم على مقر أمني مماثل في الرقة.
وأقرّت قسد في بيان صادر عنها، أن التنظيم نفذ خلال العام الجاري 2022، 176 عملية شملت (الهجمات الانتحارية – العبوات الناسفة – ابتزاز المدنيين).
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي “فراس علاوي” لمنصة SY24، إن “التصعيد الأمني هو استمرار للعمليات ولكن ربما في هذه المرة هي عمليات نوعية، وهي عمليات خاطفة تعتمد على الخلايا النائمة”.
وزاد قائلا، إن “التنظيم يريد أن يقول إنه موجود، والضغط على الحاضنة من أجل تحصيل مكاسب لتمويله، وأيضا الضغط على قسد أوالنظام كنوع من الاستفادة المادية نتيجة انتشاره في مناطق سيطرة هذه القوى، ولكن بالأساس هي رسالة بأنه لا يزال موجوداً ولا يزال يحتفظ بقوته”.
وأكد أن “هذه العمليات الأمنية ليست عمليات انتقامية بقدر ما هي عمليات مدروسة للضغط على الحاضنة الشعبية وللتأكيد على أنه موجود”.
وقبل أيام، أكد مركز ويلسون الأميركي للبحوث والدراسات، أن خطر تنظيم داعش لازال مستمراً في سوريا والعراق، بينما أصبح أكثر شدة في إفريقيا، ومناطق أخرى في آسيا الوسطى.
وفي السياق ذاته، حذّر خبراء غربيون من أن تنظيم داعش يسعى في 2023 لإخراج 10 آلاف من عناصره من السجون السورية.