أعلنت ميليشيا الدفاع المحلي في مدينة ديرالزور أو المعروفة باسم “الجيش الشعبي”، والتي تتبع بشكل مباشر لقيادة الفرقة 17 في جيش النظام، أعلنت عن فتح باب الانتساب إلى صفوفها براتب أعلى نسبياً من تلك التي تقدمها ميليشيا الدفاع الوطني وكتائب البعث التابعة للنظام لمنتسبيها، وذلك بعد عدة سنوات من توقف هذه الميليشيا عن العمل بشكل علني، والتي كانت ولا تزال تعد من “أهم مصادر النظام في تجنيد العملاء والمخبرين لصالح أجهزته الأمنية”.
وجاء قرار فتح باب الانتساب لصفوف ميلشيا الدفاع الشعبي بعد أيام من تعيين اللواء “نضال دليلة” رئيساً للجنة الأمنية والعسكرية في المدينة وأيضاً قائداً للفرقة 17 في جيش النظام، خلفاً لقائد الفرقة السابق محمد الخليف ولرئيس اللجنة الأمنية السابق جمال محمود يونس، والذين وضعتهم جميعاً وزارة الخزانة الأمريكية على قائمة العقوبات المالية لارتكابهم جرائم ضد الشعب السوري.
مراسل منصة SY24 نقل عن مصادر خاصة في مدينة ديرالزور، قولهم: إن قيادة ميليشيا الحرس الثوري الإيراني طلبت من نضال دليلة توظيف ميليشيا الجيش الشعبي لصالح ميليشياتهم المسلحة، بهدف تزويدها بالعدد الذي تحتاجه من العناصر والمنتسبين الجدد، على أن تتكفل المليشيا بدفع كافة رواتب هؤلاء العناصر و مصاريفهم الشخصية، بالإضافة إلى تقديم سلال غذائية ومساعدات عينية لهم، مع السماح لعائلاتهم في الحصول على كافة الامتيازات التي تحصل عليها عائلات منتسبيها المحليين إن كان من ناحية العناية الصحية في المشافي الإيرانية، أو من ناحية التعليم ودورات التقوية التي تعطيها بشكل مجاني في المراكز الثقافية التي تديرها.
المصادر ذاتها قالت أن ميليشيا الحرس الثوري الإيراني اشترطت على قيادة الجيش الشعبي أن يكون انتشار عناصره بجانب مواقع انتشار الميليشيات الإيرانية، وأن تتبع جميع نقاط الرباط إلى قيادة الميليشيا في المنطقة، بالإضافة إلى طلبها من قيادة ميليشيا الجيش الشعبي نشر عدد من عناصرها في محيط المقرات التابعة لها في المدينة، وعند الحسينيات والمزارات الشيعية التابعة لها ومساعدتها على تأمين الاحتفالات التي تقيمها المراكز الثقافية والمؤسسات الدينية التابعة لها.
“أبو محمد”، أحد أبناء مدينة ديرالزور، ذكر أن “ميليشيا الجيش الشعبي تعد من أقدم الميليشيات التي أنشأها رأس النظام السوري السابق حافظ الأسد في منتصف ثمانينات القرن الماضي، وذلك لمواجهة حركة الإخوان المسلمين وبعض قيادات الجيش التي عارضت حكمه، حيث ساعدته على قمع التحركات الشعبية آنذاك وارتكبت العديد من المجازر، كان أبرزها المساعدة في مجزرة حماة وديرالزور ومعرة النعمان وخان شيخون وجسر الشغور في عام 1982″، على حد قوله.
وفي حديثه لمنصة SY24 قال العم أبو محمد:” الجميع يعلم أن ميليشيا الدفاع المحلي أو الجيش الشعبي كما يعرفها الجميع، هي أول ميليشيا مسلحة غير نظامية يقوم النظام بانشائها عن طريق وضع تبعيتها للفرقة 17 في جيش النظام، ويحصل منتسبيها على ميزات معينة لا يحصل عليها أحد آخر أن كان من الناحية المالية أو من النفوذ والسلطة، ولكن مع كثرة الميليشيات المسلحة اختفت هذه الميليشيا عن الساحة لفترة من الزمن لتعود الآن بقوة ولتكون ذراع آخر لإيران في المنطقة”.
ويذكر أن الميليشيات المسلحة الموالية للنظام السوري في مدينة ديرالزور تقسم إلى ثلاثة ميليشيا هي الميليشيات الإيرانية، التي تعد الأكبر حجماً وقوة والأكثر تعدادا للعناصر مع وجود أكثر من 10 آلاف عنصر من المنتسبين المحليين والأجانب، موزعين على مدن وبلدات ريف ديرالزور، ويتركزون في مدينتي الميادين والبوكمال، فيما تعد الميليشيات الروسية هي الثانية من حيث التعداد وتتركز داخل مدينة ديرالزور وفي المطار وفي بعض النقاط العسكرية في البوكمال وبقرص وعند المعابر البرية، فيما تعد ميليشيا الدفاع الوطني وميليشيا كتائب البعث وميليشيا “الزوبعة” التابعة للحزب السوري القومي من الميليشيات المسلحة التي تتبع بشكل مباشر للنظام.