الأبنية المتصدعة في الشمال السوري.. خطر قائم يهدد حياة المدنيين 

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

تزداد مخاطر الأسقف المتصدعة والجدران المتهالكة في الأبنية شمال غربي سوريا، بشكل خاص في الشتاء مع تساقط الأمطار، ما يعزز من تصدعها وإمكانية سقوطها في أي لحظة، ولاسيما التي تعرضت للقصف من قبل الطيران الروسي وقوات النظام في وقت سابق، وتشكل خطراً قائماً يهدد المدنيين بانهيارها، خاصة أن عدد من العائلات يسكن في تلك الأبنية.

سجلت الأعوام الماضية عدة حالات وفاة وإصابات من بينهم أطفال، بسبب انهيار الأبنية السكنية المتصدعة فوق رؤوس ساكنيها في مناطق متفرقة من شمال غربي سوريا حسب ما رصدته منصة SY24.

“محمد الرجب” متطوع في فرق الدفاع المدني السوري، قال في حديثه إلينا، إن “الفرق استجابت لعدد كبير من الحالات التي انهارت عليها الأسقف والجدران، خلال السنوات الماضية، مؤكداً أنه بسبب ظروف النزوح هناك إصرار من بعض الأهالي على البقاء في أبنية آيلة للسقوط، أو مخالفة لشروط البناء السليم، بسبب عدم قدرتهم على تأمين سكن بديل”.

كما أن هناك منازل تتأثر بالعوامل الجوية كالسيول والرياح القوية والزلازل كما حدث مؤخراً، نتج عنها انهيار عدة أجزاء وجدران في مناطق ريف إدلب وحلب، أغلبها قد تعرضت للقصف في وقت سابق.

وأضاف، أن فرق الدفاع المدني السوري تعمل بشكل دائم على إزالة الجدران أو الأسقف التي تهدد حياة المدنيين، ولاسيما الأبنية المسكونة، لأن هناك كثير من المباني الآيلة للسقوط تحتاج لإمكانات كبيرة حتى تتم إزالتها،

ويتم التركيز على المناطق التي يعود إليها المدنيين للتقليل من المخاطر التي تهددهم.

يرجع انهيار المباني السكنية لعدة أسباب، لكن السبب الأهم هو قصف قوات النظام وروسيا للأحياء السكنية على مدار السنوات الماضية، ما خلف عشرات آلاف المباني المتضررة والتي تختلف درجة تأثرها، ومع موجات النزوح والتهجير اضطر عدد كبير من المدنيين للسكن في منازل آيلة للسقوط رغم الخطر الشديد الذي يهددهم لغياب المساكن البديلة.

يوضح “أبو ماهر الصالح” وهو متعهد بناء، مهجر من الغوطة الشرقية، في حديث خاص إلى منصتنا، أن هناك أسباب أخرى لانهيار الأبنية، تتعلق بالبناء العشوائي، وعدم الالتزام بمعايير البناء وكمية المواد المستخدمة ونوعيتها في البناء، وهناك مساكن بنيت على عجل ودون أي تخطيط مسبق، أو مراقبة من قبل المهندسين والمختصين ما تسبب العوامل الجوية من أمطار وعواصف بانهيار أجزاء منها.

بالعودة إلى “محمد الرجب” للحديث عن كيفية تعامل فرق الدفاع المدني في حال ورود أنباء عن انهيار في أحد لمنازل، قال: إن “مسألة إنقاذ المدنيين من تحت ركام الأبنية هي مسألة حساسة جداً، ويجب أن يكون القائمون على العمل مدربون بشكل جيد، وإلا فإن أي خطأ قد يكلفهم حياتهم وحياة الضحية التي يحاولون إنقاذها، وخاصة أن الأبنية المنهارة تكون ضعيفة جدا وقد يكون الانهيار غير مكتمل”.

وأضاف أن، الفرق تبدأ مباشرة بإبعاد المدنيين عن المكان قدر المستطاع، وتدعيم الأسقف والجدران التي يوجد تحتها ضحايا، ثم القيام بكافة الخطوات لإنقاذهم، إذ تمتلك الفرق الخبرة الكبيرة في التعامل مع حالات انهيار الأبنية خاصة أنها شبيهة نوعاً ما بالانهيارات التي سببها القصف.

وفيما يخص المعدات، أكد “الرجب” أنه يتم استخدام  معدات خفيفة تساعد بشكل كبير في الانقاذ من تحت الركام كالوسائد الهوائية ومقصات الحديد، و الضواغط (الهيدروليكية) ، إضافة إلى معدات ثقيلة من رافعات وجرافات وغيرها.

يذكر أن العام الماضي سجل عدة وفيات بسبب انهيار المنازل، منها سقوط منزل بتاريخ 10 شباط 2022، عند أطراف مدينة إدلب الجنوبية الغربية، أدى إلى وفاة خمسة أشخاص من عائلة واحدة.

كذلك أجلت فرق الدفاع المدني السوري، 7 عائلات من مبنى معرض للانهيار في مدينة بنش شرقي إدلب، في ذات العام، بسبب تعرضه لقصف جوي روسي عام 2017 ، وذلك لحماية قاطنيه من انهيار مفاجئ بعد التساقط الغزير للأمطار في المنطقة، وتم نقلهم إلى منازل أقاربهم أو مخيمات في المنطقة.

مقالات ذات صلة