عاد التوتر الأمني غير المسبوق من جديد إلى مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، ليتطور الأمر إلى استهداف المفارز الأمنية التابعة للنظام السوري من قبل غاضبين ومحتجين من سكان المنطقة.
وفي التفاصيل، خرج العشرات من أبناء مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، بوقفة احتجاجية رافقها إغلاق الطرقات بالإطارات المطاطية المشتعلة.
جاء ذلك على خلفية اعتقال فرع المخابرات الجوية التابعة النظام مواطنين اثنين من أبناء المدينة، دون معرفة التهم الموجهة إليهما، وسط توتر أمني ساد المنطقة، كما طالب أبناء تلبيسة بالإفراج عن المعتقلين.
وحسب ما تابعت منصة SY24 نقلا عن ناشطين من أبناء مدينة حمص، فقد أجبرت الاحتجاجات المشتعلة قوات أمن النظام على الإفراج عن الشابين بعد اعتقالهم لساعات.
وأكد الناشطون لمنصة SY24 أن عددا من المحتجين استهدفوا المفرزة الأمنية في تلبيسة بالرصاص، وسط تهديدات بالتصعيد واستهداف كل أفرع أمن النظام في المنطقة، الأمر الذي أرعب عناصر أمن النظام وأجبرهم على إطلاق سراح المحتجزين.
وحول ذلك قال الصحفي “زكي الدروبي” ابن محافظة حمص لمنصة SY24، إنه “منذ أسابيع تعيش مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي أحداثا أمنية متلاحقة، والسبب هو تسلط أفرع أمن نظام الأسد المستبد المجرم وميليشياته المدعومة من حزب الله وإيران على المنطقة”.
وأضاف أن “ما يجري من اعتقالات أمنية للشباب هناك، هو محاولات لتأجيج الشارع ليكون لدى النظام ذريعة للضغط على أبناء المنطقة بالقبضة الأمنية، خاصة وأن كثيرا من شباب التسوية من المطلوبين للخدمة الإلزامية في صفوف النظام”.
وأعرب عن اعتقاده بأن المنطقة شمالي حمص ستشهد مزيدا من التصعيد، بسبب تسلط الشبيحة وتجار المخدرات بضوء أمني من النظام على المنطقة، ليس فقط في تلبيسة بل في عموم الريف الشمالي لحمص، حسب قوله.
ومطلع كانون الأول/ديسمبر الماضي، اندلعت اشتباكات مسلحة في شارع “الكرامة” داخل الحي الشمالي لمدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، بين مجموعة من عناصر أحد أبرز تجار المخدرات والمتعاون مع ميليشيا “حزب الله” اللبناني، وبين مجموعة من أهالي المدينة من “آل الأسود” من جهة أخرى، أسفرت عن مقتل وجرح أكثر من 10 أشخاص بين الطرفين، دون أي تدخل من أجهزة أمن النظام في المنطقة.
وتؤكد الأنباء الواردة من مناطق الريف الشمالي لحمص والخاضعة لسطوة الميليشيات وقوات النظام، أنها تشهد حالة من الفوضى والفلتان الأمني، إضافة لعمليات القتل والسرقة، وتجارة وترويج المخدرات والحشيش.
ونهاية العام 2021، نبّه حقوقي مهتم بتوثيق انتهاكات النظام وأخبار الداخل السوري في حديثه لمنصة SY24، من مساعي النظام السوري وميليشياته لاختلاق الحجج والذرائع لتنفيذ حملة دهم واعتقالات في مدن وبلدات الريف الشمالي لحمص.