شهد المربع الأمني الخاص بالميليشيات الإيرانية في مدينة ديرالزور، اجتماعات مكثفة لقادة الميليشيات بحضور شخصيات قيادية إيرانية وعراقية ولبنانية ومحلية، وذلك بعد يوم واحد من تعرض أحد المواقع التابعة لها في مدينة الميادين شرقي ديرالزور، لهجوم صاروخي من قبل التحالف الدولي أوقع عدداً من القتلى والجرحى في صفوف الميليشيا.
الاجتماع الذي ضم كلاً من القيادي في ميليشيا عصائب أهل الحق العراقية المدعو “أبو جعفر”، والقيادي في ميليشيا كتائب الإمام علي المدعو “أبو علي العراقي”، بالإضافة إلى قادة في ميليشيا حزب الله اللبنانية وميليشيا فاطميون الأفغانية، وأيضاً بعض الشخصيات الإيرانية أبرزها “الحاج مهدي والحاج رسول” مسؤولا ميليشيا الحرس الثوري في المنطقة.
وقال مصدر خاص لمراسل SY24، إن الاجتماع شهد نقاشات حادة وتبادل للاتهامات بين مختلف قادة الميليشيات الشيعية الموجودة في المنطقة، فيما يخص بتكرار تعرض المواقع الإيرانية السرية لهجمات من قبل طيران التحالف الدولي والطيران الإسرائيلي، بالإضافة إلى معرفة موعد دخول الشاحنات المحملة بالأسلحة أو الممنوعات إلى سوريا عبر المعابر البرية التي تربطها مع العراق.
وأكدت المصدر أن قادة الميليشيات خرجوا باتفاق على عددٍ من البنود وطالبوا بتطبيقها على عناصرهم في المنطقة، كان أبرزها منع العناصر المحلية من الاقتراب من شحنات الأسلحة والممنوعات التي تدخل وتخرج عبر المعابر البرية الحدودية غير الشرعية التي تديرها، بالإضافة إلى تحديد عناصر خاصة بعمليات التهريب لا يزيد عددهم على 20 عنصر بقيادة إيرانية مباشرة للإشراف على نقل الشحنات بأنفسهم وبشكل سري.
فيما أصدرت قيادة الميليشيات الإيرانية قراراً يقضي بمنع حمل أجهزة الهاتف المحمول التي تحتوي على كاميرات أو برنامج تحديد المواقع GPS داخل المقرات والحواجز العسكرية أو نقاط الرباط المتقدمة في البادية السورية، خوفاً من اختراق هذه الهواتف أو استعمالها من أجل تحديد بعض المواقع الخاصة بها وبالذات فيما يتعلق بـ “مستودعات ذخيرة ومنصات إطلاق الصواريخ محلية الصنع”.
في الوقت الذي منعت فيه الميليشيات الإيرانية عناصرها المحلية من دخول المربع الأمني الخاص بها في شارع بورسعيد شرقي مدينة ديرالزور بعد الساعة الـ 6 مساء، بالإضافة إلى منع عناصر قوات النظام والأجهزة الأمنية التابعة له من دخول المنطقة بالكامل، كما منعت أبناء المنطقة وأصحاب المنازل التي صادرتها المليشيات الإيرانية من العودة اليها بحجة ارتباطهم بما تسميها “المجموعات الإرهابية”، في إشارة منها إلى فصائل المعارضة السورية المسلحة المناهضة للنظام السوري.
يشار إلى أن هذه القرارات تزامنت مع تصاعد وتيرة الهجمات التي ينفذها الطيران الأمريكي والإسرائيلي ضد مواقع وحواجز الميلشيات الإيرانية وشحنات الأسلحة التابعة لها، وذلك عقب تزايد التهديدات الإيرانية في المنطقة وقيام خلاياها باستهداف قواعد التحالف الدولي في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” بريف ديرالزور، بالصواريخ محلية الصنع أو الطائرات المسيرة، دون وقوع إصابات تذكر في صفوف قوات التحالف.