بعد انتشار كتابات مناهضة للوجود الإيراني في عدة بلدات ومناطق بريف دمشق، أبلغت ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني يومي الأربعاء والخميس، أصحاب محلات بيع الدهان والبخاخات، في منطقتي “السيدة زينب” و”حجيرة”، بجمع معلومات عن الأشخاص الذين يشترون تلك المواد منهم، حسب ما أفاد به مراسلنا في المنطقة.
وفي التفاصيل التي نقلها المراسل، قال: إن “الميليشيات طلبت من أصحاب المحلات تسجيل اسم ورقم هاتف كل شخص يقوم بشراء بخاخ أو أي من مواد الدهان، وتسجيل حتى أرقام أصحاب المحلات والدكاكين الصغيرة التي تأخذ تلك المواد”.
وقامت دورية للحرس الثوري أمس ، بالتجول على كافة المحلات بما فيها أماكن بيع الخردة والأدوات المستعملة، وأعطت أوامرها الصارمة بشأن البيع والتسجيل، وأن أي شخص لا يتم تسجيل اسمه ورقمه يتحمل صاحب المحل كامل المسؤولية.
هذه التعليمات الصارمة بشأن بيع أدوات الطلاء جاءت على خلفية عودة الكتابات على الجدران الرافضة للوجود الإيراني في سوريا، وانتشارها بعدة مناطق قرب مقراتهم في المنطقة، ما أثار مخاوف ميليشيا الحرس، من انتشار هذه الظاهرة بشكل أوسع بعد ما ظهرت على عدة جدران في أكثر من منطقة، وخوف الميليشيات من انتقالها إلى مدينة “السيدة زينب” وبلدة “حجيرة”.
ولم تقتصر إجراءات التضييق على أصحاب المحلات، بل سيرت ميليشيا “الحرس” دوريات عسكرية بعد منتصف باللي استمرت إلى طلوع الفجر، في جميع أنحاء السيدة زينب وحجيرة، لمراقبة الوضع عن قرب، واعتقال أي شخص يحاول الكتابة على الجدران.
في ذات السياق شهدت الفترة الأخيرة انتشار كتابات تطالب بإسقاط النظام، وخروج الميليشيات الإيرانية من سوريا، والانتفاضة ضدهم في عدة بلدات ومدن متفرقة في مناطق سيطرة النظام.
وعلى الجانب الآخر من القلمون الغربي، قامت ميليشيا “حزب الله” اللبناني يوم أمس الأحد، بمعاقبة عدد من الأطفال المتطوعين لديها، بسبب تغيبهم عن الدروس الشيعية العقائدية، التي يقيمها “الحزب” في مناطق القلمون الغربي بريف دمشق، حسب آخر المستجدات التي نقلها المراسل هناك.
إذ أن الأطفال الستة تغيبوا عن حضور الدورات والدروس الشيعية، التي تقام عند أطراف مدينة فليطة من قبل ميليشيا “حزب الله” للأطفال المتطوعين لديها.
وقال مراسلنا إن القيادي المدعو “حسان أخضر” المسؤول في منطقة “رأس المعرة” أصدر أوامر بمعاقبة ستة أطفال لا تتجاوز أعمارهم 15 عام، بإرسالهم إلى البادية السورية كنوع من العقاب على تغيبهم عن عدة دروس فقط.
غير أن الأطفال الذين طالتهم العقوبة لم يمضِ على تطوعها أكثر من 50 يوم فقط، وحضروا عدة دروس منذ بداية تطوعهم، لكنهم تغيبوا عن أربعة دروس فقط في الفترة الماضية.
وهناك سيقوم الحزب على نقل الأطفال يوم غد إلى البادية السورية، لوضعهم على نقاط الرباط الخاصة بالحزب، والتي تعد من أخطر المناطق، بسبب الهجمات المتكررة من قبل تنظيم داعش عليها.
وفي وقت سابق، طالت انتهاكات الميليشيات التابعة لإيران، العناصر السوريين المتطوعين من أبناء مناطق القلمون، حسب ما رصدته منصة SY24 في تقرير سابق، حيث اعتقلت ميليشيا “حزب الله” اللبناني، شخصين من أبناء بلدة “رنكوس” بالقلمون الغربي في ريف دمشق، بعد سؤالهم عن مصير أبنائهم المنضمين للحزب منذ أكثر من شهرين عقب انقطاع أخبارهم بشكل كامل.
وكانت منصة SY24 قد تناولت ملف الدورات العقائدية ومكاتب الانتساب إلى الميليشيات الإيرانية بشكل مفصل في تقاريرها السابقة، ، وأكدت أنه أثمر عن انتساب عدد كبير من الشبان، جميعهم مطلوبين إلى الخدمة العسكرية، أو المتخلفين عنها، إذ يتم الانتساب داخل مكاتب خاصة وبإشراف ضباط إيرانيين.