وسيلة أخرى للتدفئة يستخدمها أهالي الشمال السوري في الشتاء البارد

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

في مكان مشمس، أمام خيمتها، في مخيمات مشهد روحين شمال إدلب، جلست السيدة الستينية “أم محمود” مهجرة من معرة النعمان، وقد نثرت أمامها أكواماً من أغصان الزيتون الصغيرة، بعد الحصول عليها من أحد حقول الزيتون، إثر تقليم الأشجار عند نهاية قطاف الموسم كما تجري العادة.

تجمع الحجة أغصان الزيتون على شكل حزم صغيرة، تسهل عليها عملية استخدامها كوسيلة تدفئة في أيام الشتاء الباردة، بعدما سجلت مواد التدفئة هذا العام أسعاراً مرتفعة جداً، وعجز كثير من الأهالي عن شراء المحروقات أو الحطب وقشر اللوزيات، ولجؤوا إلى الوسائل البديلة الأكثر وفرة ورخصاً كأغصان الزيتون أو أكياس النايلون والمواد البلاستيكية والكرتون وغيرها من المواد الضارة، في سبيل الحصول على الدفء بأي وسيلة كانت.

ورصد مراسلنا في تقرير سابق، ارتفاع أسعار مواد التدفئة، من بينها الحطب وقشر اللوزيات، إذ وصل سعر طن قشر الفستق إلى 240 دولار وبيع الكيلو منه  بـ 4,25 ليرة تركي، أي أن الطن ارتفع مئة دولار منذ بداية الشتاء إلى حد اليوم، بعد أن كان سعره 120 دولار فقط العام الماضي، فيما وصل سعر طن الحطب أيضاً ما بين 210 _250  دولار.

تظهر الصور الملتقطة بعدسة مراسلتنا “لارا زعتور” من أمام منزل الحجة كيفية صرّ وجمع حزم الأغصان، على شكل أكوام صغيرة، تربطها بخيطان كي لا تتناثر، ثم تجمعها في أكياس كبيرة من الخيش، وتستعملها أول بأول في المدفأة طيلة الشتاء.

تخبرنا الحجة أنها تستعمل أغصان الزيتون أو كما تسميه (الطفطوف) في إشعال موقدة الطعام جانب الخيمة، وكذلك تفعل كثيرات من النساء في باقي المخيمات، ولا تقتصر وسيلة التدفئة على أغصان الزيتون الصغيرة، بل يجمع الأهالي كل ما يمكن حرقه من مواد بلاستيكية وعبوات صغيرة وملابس مهترئة وأعواد مرمية على الطرقات، وغيرها من المواد لإشعال المدافئ والحصول على الدفء.

“أم معتصم” إحدى سكان تجمع مخيمات كفر لوسين شمال إدلب، تلجأ هي الأخرى إلى استعمال أغصان الزيتون في المدفأة، تقول لنا: إن “صاحب الأرض القريبة من مخيمهم سمح لهم بجمع كميات من أغصان الزيتون بعد (شحلها) أي تقليمها، وقامت أيضا بحزم الأغصان على شكل حزم صغيرة، واستعملتها في التدفئة، كما أنها استخدمت قسماً من الأوراق الخضراء كعلف لأغنامها”.

فيما يقطع “أبو وليد” مهجر من ريف حماه، يسكن في مخيمات شرقي مدينة” سرمدا”، على دراجته الهوائية مسافات بعيدة كل يوم بين الحقول، بحثاً عن أغصان الزيتون، ويجمع بعضها منها، لتأمين شيء من الدفء لأطفاله الصغار يقول لمراسلتنا : إن “الغلاء والظروف المعيشية السيئة، جعلت وسيلة التدفئة حلماً بالنسبة للفقير، ولاسيما سكان المخيمات، في ظل استجابة ضعيفة، من قبل المنظمات الإنسانية، ما جعله يبحث عن أي وسيلة للتدفئة في هذه الأشهر الباردة”.

لا تنته معاناة العوائل في الشتاء، بسبب عجزهم عن بتأمين مواد التدفئة، إذ تتجدد معاناتهم في كل عام، حيث يعيش الآلاف من المدنيين في محافظة إدلب وريفها، ضمن مناطق المخيمات التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.

مقالات ذات صلة