شنت مجموعة مسلحة يعتقد أنها تابعة لتنظيم داعش هجوماً على أحد المواقع العسكرية التابعة للفرقة 17 في قوات النظام في محيط بلدة الجلاء بريف البوكمال شرقي ديرالزور، حيث استمرت الاشتباكات لأكثر من ساعة، قبل أن ينسحب عناصر التنظيم بعد تكبيد النظام خسائر في الأرواح.
قوات النظام استقدمت تعزيزات عسكرية ضخمة إلى بلدة الجلاء ونشرت عدة حواجز عسكرية في محيطها وفرضت حالة من حظر التجوال على الأهالي، عقب منعهم من الاقتراب من مكان الهجوم، كما قامت خلال ذلك بتفتيش المارة والسيارات بشكل دقيق وتوقيف بعض الأشخاص لعدة ساعات، وسط حالة من التخبط والخوف عاشها جنود النظام جراء هذا الهجوم.
واستغل عناصر التنظيم الأحوال الجوية السيئة وتشكل الضباب وقاموا بمباغتة قوات النظام بأكثر من مناسبة، الأمر الذي دفع الأخيرة إلى إعلان ما يشبه “النفير العام” بالتعاون مع الميليشيات الإيرانية التي استنفرت عناصرها المحليين وألغت إجازات جميع عناصرها وطالبتهم بضرورة الالتحاق بـ مقراتهم العسكرية في ريف ديرالزور الشرقي، بهدف تشديد الحراسة على النقاط المتقدمة التابعة لها وحماية القوافل القادمة من العراق.
صفحات محلية تحدثت عن قيام خلايا تنظيم داعش خلال الـ 48 ساعة الماضية بشن أكثر من 8 هجمات مسلحة على مواقع للنظام والميليشيات المسلحة الموالية لها في ريف ديرالزور الشرقي والغربي، أسفرت عن مقتل عدد من جنود النظام وعناصر الميليشيات الإيرانية والمحلية وفقدان آخرين، في الوقت الذي خسر فيه التنظيم أحد عناصره في هجوم استهدف موقع تابع للميليشيات في محيط “مزار عين علي” في بلدة القورية شرقي ديرالزور.
وأفادت المصادر بقيام ميليشيا الدفاع الوطني بسحب معظم عناصرها من النقاط المتقدمة التي يحرسونها في محيط قرى المسرب والخريطة والشميطية بريف ديرالزور الغربي باتجاه مقراتهم العسكرية، وذلك خوفاً من تعرضهم لهجمات مباغتة من عناصر تنظيم داعش نتيجة تردي الأحوال الجوية وتشكل الضباب الذي أعاق رؤية عناصر الميليشيات المسلحة.
في حين تعرض رتل عسكري تابع لقوات النظام إلى هجوم مسلح عبر تفجير عبوة ناسفة تم زرعها بجانب الطريق، وذلك أثناء توجهه من بلدة السخنة إلى مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى بين صفوف قوات النظام، قبل أن ترسل الأخيرة تعزيزات عسكرية للمنطقة لسحب الآليات المدمرة وتأمين بقية عناصرها.
الهجمات التي شنها تنظيم داعش في اليومين الماضيين، تزامنت مع أنباء عن نية النظام والميليشيات الإيرانية إطلاق عملية عسكرية جديدة في منطقة البادية السورية، تهدف إلى الحد من العمليات المسلحة التي يشنها التنظيم في المنطقة والتقليل من الخسائر البشرية التي منيت بها الميليشيات الإيرانية وقوات النظام على حدٍ سواء، وتأمين الطرق التي تتخذها هذه الميليشيات في نقل الأسلحة والذخائر القادمة من العراق عبر المعابر البرية غير الشرعية، وأيضاً تأمين الزوار الإيرانيين والعراقيين القادمين لزيارة “الأضرحة المقدسة” لدى الميليشيات في المنطقة.
وكان أهالي بلدة المسرب في ريف ديرالزور الغربي قد عثروا على جثة ضابط في جيش النظام كان قد فقد قبل أيام مع مجموعة تابعة له في البادية السورية، وذلك أثناء دوريات روتينية كانوا يقومون بها، فيما لم يتم العثور على جثث بقية العناصر، حيث يعتقد أن التنظيم ما يزال يحتفظ بهم لإعدامهم لاحقاً.