انتهاكات أجهزة النظام المخابراتية تطال المعاهد التعليمة في بلدات الغوطة الشرقية، وتعتقل عدداً من الطلاب من داخل المعاهد، دون مراعاة حرمة المؤسسة التعليمية، موجهين لهم تهماً غريبة، حسب ما أفاد به مراسلنا في المنطقة.
وفي التفاصيل التي نقلها المراسل، قال: إن “دوريتين إحداها تابعة لفرع “الأمن العسكري”، والأخرى تابعة لفرع “أمن الدولة” اقتحموا معهدين للتعليم يوم السبت في بلدتي دوما وعربين، واعتقلت عدداً من الطلاب من داخل المعاهد.
وأشار المراسل، أن” دورية فرع أمن الدولة داهمت معهد داخل مدينة دوما، واعتقلت منه شابين، و دورية الأمن العسكري، داهمت معهد في مدينة عربين، واعتقلت أربعة شبان من طلابه، تحت ذريعة تقديم مذكرات اعتقال تم تسليمهم لمدراء المعاهد تقتضي اعتقال الشبان الستة”.
إذ تم توجيه عدة تهم للطلاب إحداها التحرش بالطالبات داخل المعهد، مع أنهم جميعاً متفوقين دراسياً، ومعروفين بسلوكهم الجيد وحسن أخلاقهم، إلّا أن المراسل أكد أن الفتيات المقصودات هن من عائلات مقربة من النظام، ومنهم مسؤولين وضباط كبار، وعليه تم اعتقال زملائهم ونقلوا جميعاً إلى فرع التحقيق بالعاصمة دمشق.
وكشفت مصادر مطلعة لمراسلنا، أن الطلاب المعتقلين قاموا رفضوا سابقاً مساعدة الفتيات في الامتحانات الدورية، والنصفية، وامتنعوا عن تقديم أي مساعدة لهم تحت بند الغش، أي (تزويدهم بالمعلومات أثناء الامتحان) ، ما خلق مشاكل بينما وتوعد من قبل الطالبات بالانتقام منهم بطريقة خبيثة، فتم تلفيق تهم التحرش لهم، واعتقالهم على خلفية ذلك.
إذ تعد هذه الحادثة الأولى من نوعها في مختلف بلدات الغوطة الشرقية، منذ سيطرة استخبارات النظام وقوات الاحتلال الروسي عليها بعام 2018، رغم وجود حوادث اعتقال كثيرة لطلاب الجامعة والمعاهد رصدتها منصة SY24 في تقاريرها السابقة، إلا أنها لم تكن بهذا المنحى.
وفي سياق متصل، شهدت مدينة “دوما” بالغوطة الشرقية استنفاراً أمنياً كبيراً، لعناصر فرع “أمن الدولة” هذه الليلة على خلفية إقامة حاجز (طيار) مؤقت عند أطراف المدينة.
وأكد مراسلنا أن الحاجز تمركز على مفرق طريق المكاسر القريب من ساحة ودوار الشهداء، ويضم أكثر من عشرة عناصر من فرعي أمن الدولة، والأمن الجنائي.
مهمة الحاجز ممارسة المزيد من الضغوط على الأهالي ولا سيما الشبان في المدينة، إذ يعمل على إيقاف المارة بما فيهم النساء وكبار السن، وتفييش هوياتهم الشخصية فضلاً عن طلب الأوراق الثبوتية الخاصة بوسائل النقل التي يودونها سواء كانت سيارة أو دراجة نارية أو غيرها.
على خلفية ذلك، أوقف الحاجز عدد كبير من السيارات بهدف تفتيشها تفتيشاً دقيقاً، وتفتيش جميع الركاب، وكان لدى عناصر الحاجز عشرات الهويات الشخصية لأشخاص تم اعتقالهم دون معرفة الأسباب.
الحاجز تمركز في المنطقة منذ مغرب يوم أمس، وما زال موجود حتى اللحظة، مع انتشار العناصر على الطريق الذهاب والإياب، ما سبب رعب وهلع لدى الأهالي في المنطقة المذكور، وقام بتدقيق كبير على الأسماء، وأجرى تفتيش كامل لجميع ركاب السيارات والدراجات النارية، كما قام بإنزال المدنيين وتفتيش ثيابهم بشكل دقيق، ما أدى إلى انعدام الحركة قرب الحاجز، وتحويل الطريق من قبل المدنيين إلى مدخل آخر، يبعد مسافة كبيرة عنه، خوفاً من الاعتقال.
وبين الفترة والأخرى تقوم استخبارات النظام بحملات مداهمة واعتقال واسعة مشابهة لهذه الحملات في مناطق القلمون والغوطة الشرقية، منها لزج أكبر عدد ممكن من الشبان في الخدمة العسكرية، ومنها دون معرفة أسباب الاعتقال.