أكد ناشطون من السويداء استمرار الاعتصام الصامت للتعبير عن رفضهم لسياسة الفساد وللمطالبة بالتغيير الجذري للسلطة ورحيل كل رموز الفساد، إضافة إلى المطالبة بخروج الأجهزة الأمنية والافراج عن معتقلي الرأي في سوريا، والكشف عن مصير جميع المغيبين قسراً.
وتعقيباً على ما يجري في السويداء، قال الناشط الثوري وابن المحافظة “مهند شهاب الدين” لمنصة SY24، إن “المعتقل بحجم الوطن إن لم يكن هو ذاته وطنا، والواجب الإنساني قبل الثوري، وحيث أن الوطن الذي ننشده قوامه الإنسان فلا يكون وطنا وإنسانه معتقل مكبل لا لشيء إلا لأنه يحمل هم الوطن وطموح المواطنة”.
وأضاف “لذا يؤكد شباب الحراك السلمي في السويداء على أولوية الإفراج عن المعتقلين من حيث أنهم عماد الفكر الحر وضمير الرأي السياسي والاجتماعي”.
وأشار إلى أن السويداء ومنذ الشرارة الأولى لثورة الكرامة والحرية 2011 وإلى اليوم سلمية المطلب، وسط الإصرار الجاد على التغيير السلمي للسلطة ورحيل الفساد وأركانه، فلا أحد فوق القانون مهما علا شأنه، حسب تعبيره.
وأكد أن “يوم الإثنين سيكون يوما دائما نقول فيه كلمتنا ليس للداخل فقط بل لكل العالم بكافة مستوياته، فنحن هنا من السويداء لسان حال سوريا جميعها أرضا وشعبا، وعبارة هنا السويداء هنا سوريا، تختصر جملة المطالب الوطنية وصولا لدولة المواطنة”.
ويؤكد سكان السويداء أن المنطقة باتت أشبه “بحارة كل مين إيدو إلو”، في ظل تفاقم ظاهرة انتشار العصابات المسلحة والتي كانت تسرح وتمرح في المنطقة دون حسيب أو رقيب، إضافة إلى الاعتقال التعسفي وإخفاء مصير المعتقلين عن ذويهم.
وحسب عدد من أبناء المحافظة فإن حالة الأمن والأمان لن تعود إلى المحافظة إلا في حال التخلص من “الأفرع الأمنية” التابعة للنظام والتي تعتبر “الداعم الأول لعصابات الخطف والمجرمين”، حسب تعبيرهم.
من جهة أخرى تحدث بعض القاطنين في المحافظة عن استمرار اعتقال أجهزة أمن النظام لـ 8 شبان من قرية خازمة بريف السويداء، لافتين إلى أن مصيرهم ما يزال مجهولاً، ومعبرين في ذات الوقت عن رفضهم لهذه الانتهاكات الممارسة والتي تقف وراءها أفرع أمن النظام والمجموعات المساندة لها.
يذكر أن السويداء تشهد خروج مظاهرات ووقفات صامتة كل يوم إثنين، للتأكيد على مطالب السوريين المناهضين للنظام بالتغيير السياسي، وللتنديد بالواقع الاقتصادي والمعيشي، في حين يرى مراقبون بأن الأمور سوف تتطور باتجاه خروج المظاهرات لإجبار النظام على الإفراج عن المعتقلين.