يعاني سكان مدينة الرقة من ضعف واضح في قطاع المواصلات وتأخر موعد وصول حافلات النقل الداخلي العامة والخاصة، نتيجة قلة عدد الحافلات التابعة لهيئة النقل في “الإدارة الذاتية”، وعدم التزام المستثمرين المدنيين بالعمل بشكل يومي بسبب عدم توافر المحروقات بشكل دائم وارتفاع ثمنها في السوق السوداء.
الضعف في قطاع المواصلات في الرقة أثر بشكل مباشر على حياة المواطنين وخاصةً الموظفين لدى مؤسسات “الإدارة الذاتية” والمنظمات الدولية العاملة في المدينة، والمجبرين على التواجد في أماكن عملهم بساعة محددة، وهو أمر بغاية الصعوبة بالنسبة إليهم لعدم توفر حافلات النقل الداخلي وتأخرها عن موعدها وبالذات في الأحياء التي تقع خارج المدينة، كـ المشلب والدرعية و الخاتونية وغيرها.
مجلس بلدية الرقة التابع لـ”الإدارة الذاتية” أشار إلى تخصيصه 12 حافلة نقل داخلي تابعة لها بالإضافة إلى 136 حافلة نقل داخلي صغيرة تعود لمستثمرين محليين، يعملون على خط الريف القريب من المدينة وأيضاً على الخطوط الأربع في الرقة وهي المشلب والدرعية والمساكن والقطار، مع قيامها برفع سعر تعرفة الركوب من 300 ليرة الى 500 ليرة بالتزامن مع ارتفاع سعر صرف الدولار وانخفاض قيمة الليرة، الذي تسبب بارتفاع أسعار قطع الغيار والصيانة ورواتب العاملين في هذا القطاع.
“عامر المحمد”، من سكان حي المشلب ويعمل في إحدى مؤسسات “الإدارة الذاتية” في الرقة، ذكر أنه يتأخر يومياً في الوصول إلى عمله على الرغم من خروجه مبكراً من منزله، وذلك لـ “عدم ثبات موعد وصول حافلات النقل الداخلي التابعة لمجلس بلدية الرقة وعدم توافر حافلات النقل الصغيرة الخاصة، ورفضه الذهاب بشكل يومي بسيارات الأجرة بسبب ارتفاع تعرفة الركوب فيها والتي تصل إلى أكثر من 7500 ليرة سورية”، على حد تعبيره.
وفي حديثه مع مراسل منصة SY24 قال: “جميع سكان مدينة الرقة يعانون من ضعف قطاع المواصلات وانخفاض عدد حافلات النقل الداخلي وخاصة في فترة المساء، حيث يضطر بعض المواطنين وخاصةً الشباب الى السير مسافات طويلة للوصول إلى منازلهم أو ركوب سيارات الأجرة المرتفعة التكلفة، الأمر الذي زاد من الأعباء المادية المترتبة عليهم”.
وأضاف أن “معظم الموظفين في مؤسسات الإدارة الذاتية يقيمون في الأحياء البعيدة عن مركز المدينة و يضطرون أحياناً للوقوف أكثر من ساعة بانتظار الحافلة، أو يضطر البعض إلى ركوب الحافلات الصغيرة التي تعمل على الخطوط الريفية القريبة من المدينة ودفع ضعف المبلغ الذي يدفعونه لحافلات البلدية فقط من أجل الوصول إلى وجهتهم في الوقت المناسب”.
وطالب “عامر” مجلس بلدية الرقة بتخصيص “المزيد من الحافلات داخل المدينة وزيادة عدد الخطوط التي تعمل عليها، بالإضافة الى إجبار المستثمرين المدنيين على العمل ضمن ساعات الدوام الرسمي ووضع جدول مناوبات لهم للعمل في ساعات المساء، بغرض خدمة الأهالي وتأمين وسائل النقل الآمنة والرخيصة لهم في ظل الأجواء الباردة التي تشهدها المدينة مؤخراً”.
ويشار إلى أن مدينة الرقة تعاني كغيرها من المدن والبلدات الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” من أزمة حادة في المحروقات، وعدم توافرها بشكل دائم وارتفاع سعرها في السوق السوداء، بالتزامن مع الارتفاع الكبير الذي تعاني منه المنطقة في أسعار جميع المواد الغذائية والسلع التجارية نتيجة انخفاض قيمة الليرة السورية أمام الدولار، واستمرار إغلاق المعابر البرية مع إقليم كردستان العراق ومناطق سيطرة المعارضة السورية في شمال غرب سوريا، ناهيك عن استمرار عمليات بيع المحروقات إلى النظام وتهريبها عبر المعابر البرية والنهرية غير الشرعية التي تديرها شبكات تهريب مرتبطة بالميليشيات الإيرانية.
