تنخفض فعالية أنظمة الطاقة الشمسية في أوقات الشتاء ولاسيما مع تشكل طبقات الغيوم، والضباب والتي قد تستمر لعدة أيام متتالية، وتؤثر بشكل مباشر على الطاقة البديلة.
في الشمال السوري، يعتمد الأهالي بشكل أساسي على الطاقة الشمسية كبديل عن الكهرباء، خاصة في الأرياف ومناطق المخيمات، إذ استطاعت المدن الرئيسية الكبرى في المنطقة تمديد خطوط الكهرباء منذ عامين، وبقيت شريحة كبيرة من الأهالي تعتمد على أنظمة الطاقة البديلة، وتزداد معاناتهم خلال فصل الشتاء، مع انخفاض فعالية شحن البطاريات عبر الألواح الشمسية، بسبب غياب الشمس، ما يسبب نفاد البطاريات وزيادة استهلاكها.
يحاول “أبو عدنان” أحد قاطني تجمع مخيمات بمنطقة “دير حسان” شمال إدلب، البحث عن جميع الطرق للحفاظ على مستوى البطارية لديه، بعد أن انخفضت طاقتها إلى الربع، عقب استمرار الأجواء الضبابية في المنطقة منذ عدة أيام.
يقول في حديثه إلينا :”أصبحت الإنارة في المنزل خافتة بشكل كبير، ولم يعد بإمكاننا إشعال أي من الأدوات الكهرباء، كالغسالة، ومدفأة القشر التي تحتاج بطارية صغيرة لإشعال المحرك، وكذلك شحن الجوالات والهواتف النقالة، وما إن يحل المساء حتى تنعدم الإنارة بشكل كامل”.
هذه الوضع يحاكي حال مئات آلاف العائلات في الشمال السوري، التي تعتمد على أنظمة الطاقة البديلة في حياتها اليومية، وكذلك العديد من الأعمال والصناعات والمحلات التجارية.
مراسلة SY24 التقت المهندس “أنس رحمون” باحث في مجال البيئة والمناخ في الشمال السوري، لتقديم عدد من النصائح للأهالي للتعامل مع أنظمة الطاقة الشمسية في أوقات الشتاء، إذ بين أن تشكل السحب والضباب خلال فترات الصباح تؤثر على فعالية الطاقة الشمسية.
وأضاف أن النصائح البديهية التي يجب اتباعها هي تخفيف الضغط والاستهلاك على البطاريات في أوقات الضباب، أو شحن البطاريات على المولدات الكهربائية وهذه غير متوفرة لكثير من الأهالي ومكلفة أيضاً، وبالتالي يجب استغلال فترات التشميس في رفع جهد البطاريات، لتجمع الطاقة قدر الإمكان، فهناك بطاريات تحتاج إلى أكثر من يوم تشميس لاستعادة طاقتها.
وأوضح “رحمون” أن الأيام الثلاثة القادمة حسب توقعات الأرصاد الجوية، ستشهد تشكل ضباب وبالتالي ستؤثر على عمل أنظمة الطاقة البديلة، والتي من المحتمل أن تنخفض إلى الصفر، وهنا يجب تقدير جهد البطاريات لأن عمليات التفريغ الزائدة عن طاقة البطارية ستؤدي إلى أضرار كبيرة فيها، وتخفض من عمرها.
لا خيارات أو حلول بين يدي الأهالي في الظروف المناخية، بل إن جل مايمكن فعله هو أخذ بطاريات الطاقة إلى ورشات الصيانة، وشحنها عبر مولدات كهربائية لرفع “أسيدها” مقابل مبلغ مادي يترواح مابين 50 _ 80 ليرة تركي، وهو يعادل أجرة عامل مياومة طيلة النهار، ما يجعل كثير من الأهالي عاجزين عن اللجوء لهذا الحل، وانتظار أيام التشميس لاستعادة طاقتها.