أنذر ناشطون في الشمال السوري من مخطط تسعى إليه روسيا عنوانه الأبرز نزيد من التصعيد والخروقات لوقف إطلاق النار في المنطقة، متذرعة بحجج وادعاءات واهية إضافة إلى “الأكاذيب”، حسب تعبيرهم.
جاء ذلك عقب ادعاء ما يسمى مركز المصالحة الروسي بأن من تصفهم روسيا بـ “الإرهابيين” في منطقة خفض التصعيد في إدلب يحضرون لأعمال تخريبية وهجمات على مواقع للنظام السوري والعسكريين الروس.
وتابع المركز مدّعياً أيضاً أن “هدف تحضير المسلحين لهجمات في سوريا، هو تصعيد الموقف وتعطيل تنفيذ بنود الاتفاقات بين روسيا وتركيا حول نظام وقف إطلاق النار”.
وحذّر ناشطون من أن هذه الادعاءات هدفها التحضير لتصعيد روسي عسكري محتمل ضد منطقة إدلب وما حولها بحجة “الإرهاب”، معربين في الوقت ذاته عن مخاوفهم من احتمالية هذا التصعيد الذي يهدد حياة القاطنين في المنطقة وينذر بموجات نزوح جديدة خاصة في ظل الأجواء المناخية الباردة.
وتتزامن تلك المزاعم الروسية مع عمليات عسكرية مباغتة تنفذها الفصائل العسكرية في الشمال ضد مواقع للنظام في محيطة المنطقة، مكبدة إياهم خسائر في العتاد والأرواح.
وحول ذلك قال الناشط الميداني أبو مالك الشامي لمنصة SY24، إن “الجانب الروسي منزعج تماماً من العمليات السريعة التي تشنها الفصائل العسكرية والتي تطلق عليها وصف (العمليات الانغماسية)، وتعرف هذه الاستراتيجية بأنها وسيلة استنزاف في العلم العسكري وتجعل العدو دائما في حالة إرباك واستنفار”.
وأضاف أنه ربما هذه التصريحات بمثابة رسالة مبطنة إلى الضامن التركي، من أجل أن يراعي قلق وانزعاج الروس من هذه العمليات.
أمّا عن سبب مخاوف السوريين من هذه التصريحات، فقد اعتاد السوريون أن يرافق هذه الادعاءات تصعيد جوي على المنطقة بذريعة إحباط “الأعمال التخريبية” التي تحضر لها الفصائل على حد زعمها، وفق تعبيره.
ووسط كل ذلك، تستمر انتهاكات قوات النظام تجاه المدنيين في شمال غربي سوريا، مستهدفة مناطق متفرقة من ريفي إدلب وحلب، بالقذائف الصاروخية، والمدفعية الثقيلة، والطيران الحربي، بدعم من الحليف الروسي، وموقعة في كل مرة ضحايا بشرية من المدنيين بينهم أطفال ونساء، فضلاً عن الخسائر المادية الأخرى.
من جانبه قال الناشط الإعلامي فادي شباط لمنصة SY24، يبدو أن هذه الادعاءات “رسالة موجهة لتركيا كونها لم تتمكن حتى اليوم، أو لا ترغب، بتنفيذ البنود المخفية والغامضة لمسار أستانا، لاعتبارات وغايات قد لا تعلمها القوى السورية، لا سيّما فتح الطريق الدولي M4 وتسيير دوريات عسكرية مشتركة (روسية تركية)”.
يذكر أن المدنيين يعانون ظروفاً معيشية واقتصادية صعبة شمال سوريا، يزيد منها القصف المستمر من قبل الطيران الحربي لقوات النظام وحلفائه.
يشار إلى أن المنطقة في الشمال السوري تتعرض لقصف مكثف من قبل قوات النظام وروسيا، بشكل شبه يومي، بالرغم من اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين روسيا وتركيا، منذ الخامس من آذار عام 2020.