عمّت حالة من الحزن بين السوريين جراء الأخبار التي تفيد بإقدام النظام السوري على إغلاق “التكية السليمانية” التي تعد أحد أبرز المعالم الأثرية وسط دمشق حتى إشعار آخر.
وأخلت حكومة النظام وأذرعه الأمنية التكية من أصحاب المهن الحرفية بمختلف أنواعها، دون أي تفكير بالخسائر المادية والمعنوية جراء هذا الفعل، وذلك بحجة أن المكان تاريخي ويحتاج للترميم.
ووجّه مراقبون بأصابع الاتهام إلى ضلوع أسماء الأسد زوجة رأس النظام بشار الأسد بالوقوف وراء إجبار أصحاب المهن على ترك التكية، وذلك بغية تنفيذ مشاريع استثمارية لصالحها وصالح شركائها من المتنفذين.
وحاول النظام إبعاد تلك الاتهامات ونفيها، زاعماً على لسان وزير السياحة التابعة له بأن لا صحة لما يشاع عن استثمار التكية لصالح مشروع تابع للقطاع الخاص، وأن ما يجري في التكية هو عبارة عن مشروع وطني يعتبر الأكبر من نوعه في ترميم هذا المكان التراثي للمرة الأولى منذ إنشائه، وأعمال الترميم الجارية منذ أكثر من 3 سنوات هدفها صونه والحفاظ عليه، لافتا إلى أن أعمال الترميم قد تستمر 4 سنوات.
ووفق ما ورد من أنباء فإن أكثر من 40 حرفياً وصاحب مهنة تضررت أعمالهم وباتوا بلا مورد لهم، جراء هذه الخطوة من النظام والمتنفذين التابعين له.
وعبّر كثيرون عن ألمهم لما آل إليه حال التكية بالقول “إن إخلاء التكية من الحرفيين وإغلاقه هو للترميم، ونحن نعلم يقيناً أنّ الخروج منه لن يتبعها عودة، كيف لا وعشر سنوات مرت ولم يعد شيء كما سلف، من اليوم هذا المكان لن يشبهنا، ربما بعد سنوات سيكون فائق الجمال لكنه مشوه الذكريات بقالب جميل مُصنّع”.
وحول ذلك قال الحقوقي علي رجب لمنصة SY24، إن “عملية تغيير الموروث الثقافي السوري جارية على قدم وساق، وكل من يشرف عليها له دوافعه، فإيران مستمرة باختراق الإيديولوجية السورية وقد اطلعنا على ما جرى في أموي حلب”.
وأمّا نظام الأسد فلا يملك من القرار شيء ولكنه يحاول أن يأخذ نصيبه من خلال السمسرة التجارية بشركات تتبع لأسماء الأسد، التي تسعى لسرقة المواقع الجغرافية الهامة التي تشغلها التحف الثقافية كموقع التكية السليمانية لتحقق مكاسبها على حساب الثقافة السورية وضمن الخطة الإيرانية، في حين أنه من الواضح أن المجتمع الدولي لا يُعَول عليه ولا سبيل لحماية سوريا الحضارة إلا من قبل السوريين، حسب قوله.
يذكر أنه في تموز 2019، ضج الشارع الدمشقي في وجه حكومة نظام الأسد، عقب تداول أنباء تفيد بنيتها تحويل “التكية السليمانية” وما حولها إلى ساحة مطاعم ومحلات لبيع الشاورما والبوظة، إضافة لمشاريع استثمارية أخرى في هذه المنطقة الأثرية.
وأطلق عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي حينها، وسم هاشتاغ بعنوان “التكية السليمانية في خطر .. دمشق لن تغفر لكم”.
وأكد عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن هناك خطة مُحكمة لمدينة دمشق القديمة وشوارعها وعماراتها، لافتين إلى الإهمال المُتعمّد والتشويه المُتعمّد.