استولت ميليشيا الحرس الثوري الإيراني على عدد من الأراضي الزراعية في قرى الجفرة والمريعية و البوعمر بريف ديرالزور الشرقي المحاذية لمطار ديرالزور العسكري، والتي تعود ملكيتها لمواطنين يعيشون خارج البلاد أو مهجرين في مناطق المعارضة السورية وقوات سوريا الديمقراطية، والذين لا يستطيعون العودة إلى قراهم بسبب تواجد قوات النظام والميليشيات الموالية لها.
معظم الأراضي التي استولت عليها ميليشيا الحرس الثوري الإيراني كانت تسيطر عليها ميليشيا الدفاع الوطني وخاصة تلك المتواجدة في قرية الجفرة، والتي استولت فيها الميليشيا على مساحات شاسعة من أراضيها الزراعية والمنازل التي تعود لمدنيين معارضين للنظام السوري منذ عام 2013، واستثماراتها طوال هذه السنوات في الزراعة لصالح قائد الميليشيا “فراس العراقية” وضباط في الأمن العسكري والفرقة الرابعة.
مراسل منصة SY24 في ديرالزور نقل عن مصدر مقرب من ميليشيا الدفاع، قوله: إن “الميليشيا اضطرت للانسحاب من معظم الأراضي التي استولت عليها مسبقاً في قرى الجفرة و البوعمر والمريعية بريف ديرالزور، وذلك بسبب الضغط الكبير الذي مارسته ميليشيا الحرس الثوري الايراني على النظام لإجبار فراس العراقية على تسليم الأراضي القريبة من الطريق العام والمقابلة لمطار ديرالزور العسكري لها”.
وأشار المصدر إلى أن ميليشيا الحرس الثوري الإيراني قامت بنصب عدد من الحواجز العسكرية في المنطقة وتسيير دوريات راجلة بين الأراضي، وتفتيشها بشكل جيد بحثاً عن عبوات ناسفة أو مخلفات غير منفجرة من مخلفات المعارك التي شهدتها المنطقة، مع شروعه ببناء غرف صغيرة داخل هذه الأراضي بغرض تحويلها إلى مقرات لعناصر الحراسة التابعين لها أو مستودعات صغيرة لأسلحتها.
في حين أرسلت الميليشيا مندوب محلي إلى مخيمات النازحين العشوائية الموجودة في قرية المريعية، حيث وعد بتقديم مساعدات غذائية وطبية للأهالي مقابل قيامهم بإرسال أطفالهم للدراسة في المراكز الثقافية والمراكز الدينية التابعة لها، أو تطويع الرجال والشباب لصالح المليشيا في حراسة الأراضي الزراعية الموجودة في المنطقة، وذلك مقابل راتب شهري يصل إلى 150 ألف ليرة.
التنافس بين الميليشيات المسلحة للسيطرة على هذه الأراضي يعود إلى موقعها الاستراتيجي بسبب قربها من مطار ديرالزور العسكري وأيضاً من الطريق العام الدولي الواصل بين مدينة ديرالزور ومدينة البوكمال المعبر الرسمي مع العراق، بالإضافة إلى احتوائها على أراضي زراعية خصبة جداً وتضاؤل احتمال عودة أصحابها إليها في المستقبل القريب كونهم مطلوبين للنظام.
“أحمد الشيخ”، من سكان قرية الجفرة ومقيم خارجها، ذكر أن “عناصر ميليشيا الدفاع الوطني المنحدرين من القرية استولوا على جميع الأراضي الزراعية التي تعود لمعارضين للنظام منذ قرابة عشر سنوات، وقاموا بزراعتها والاستفادة من خيراتها وتقاسم الأرباح مع قائد المليشيا فراس العراقية، مع استمرار رفضهم إعادتها إليهم أو السماح لهم ببيعها او التصرف بها، والآن تأتي الميليشيات الإيرانية لتستولي عليها مجدداً”.
وفي حديث خاص مع منصة SY24، قال “الشيخ”: إن “الميليشيات الإيرانية تعلم أن معظم سكان المنطقة لن يعودوا إليها مادام النظام موجود ولهذا استولوا على بقية الأراضي الموجودة فيها، وقريباً سوف يستولون على المنازل وبهذا تكون مدينة ديرالزور قد وقعت تحت حصار شيعي كامل، مع قيام الميليشيا بتشييع سكان قرية حطلة ومراط عند مدخل المدينة الشمالي، والبدء بنشر التشيع وسط سكان قرى البغيلية وعياش عند المدخل الغربي، والآن انتقلت إلى المدخل الشرقي للمدينة بغرض إحكام سيطرتها عليها”.
وأضاف أن “العديد من أبناء المنطقة حاولوا بيع أراضيهم ومنازلهم إلا أنهم فشلوا في الحصول على سعر مناسب وذلك لتحكم أجهزة أمن النظام وميليشيا الدفاع الوطني بسماسرة الأراضي، الأمر الذي أجبرهم على إبقاء الوضع على ماهو عليه أملاً في عودتهم إلى قراهم في أقرب فرصة”.
الجدير ذكره، أن الميليشيات الإيرانية قامت مؤخرا بالاستيلاء على عدد من المنازل في حي هرابش شرقي مدينة ديرالزور والمحاذي لمطارها العسكري، وتحويلها إلى مقرات عسكرية ومخازن لتخزين الأسلحة والذخائر، بالإضافة إلى قيامها بتوسيع المربع الأمني الذي أنشأته في حي العمال ليشمل منازل إضافية في حي الرصافة بالقرب من كلية التربية، بعد إعادة تأهيلها وتوطين عائلات مقاتليه الأجانب فيها.
الميليشيات الإيرانية والروسية ما تزال ترفض إعادة المنازل والعقارات والأراضي الزراعية التي استولت عليها إلى أصحابها، وتهددهم بالاعتقال أو التصفية في حال عودتهم إلى المنطقة مرة أخرى تحت أي غطاء، مع استمرار هذه الميليشيات باستثمار جميع العقارات التي استولوا عليها في الزراعة أو تأجيرها للمدنيين بأسعار مرتفعة، وسط تجاهل حكومة النظام التي أعلنت عن قوانين تشرع لهم الاستيلاء على ممتلكات المعارضين والتصرف بها دون الرجوع إليهم.