أعلنت قوات سوريا الديمقراطية عن اعتقال والي الرقة والمسؤول عن خلايا تنظيم داعش التي تنشط في المنطقة، بالإضافة إلى 75 شخصا آخرين، قالت إنهم عناصر من تنظيم داعش، وذلك خلال عملية أمنية في المنطقة بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي، حيث أطلق عليها اسم “حملة الانتقام لشهداء الرقة”.
وقالت “قسد” في بيان لها: إن المدعو “عطا أحمد الميثان”، وينحدر من مدينة سلوك في ريف الرقة الشمالي، كان يشغل منصب والي الرقة في تنظيم داعش والمسؤول عن المجموعة التي هاجمت مركز الأمن الداخلي أواخر العام الفائت، والذي تسبب بمقتل وإصابة 16 عنصراً من “الأسايش”، كما أنه مسؤول عن جميع العمليات والهجمات المسلحة التي نفذها التنظيم في مدينة الرقة وريفها خلال العام الماضي والتي قتل فيها عدد كبير من عناصر قسد والمدنيين.
فيما أكدت قسد استمرار عملياتها الأمنية في مدينة الرقة وريفها بالتعاون مع التحالف الدولي الذي قدم معلومات استخباراتية لها، بالإضافة إلى توفيره الغطاء الجوي عبر الطائرات المسيرة التي أمنت عمليات تمشيط الأحياء والشوارع منعاً لأي عمليات مباغتة لخلايا التنظيم في المنطقة، وسط حالة من القلق والتوتر سادت أجواء المدينة وسكانها.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي يشارك فيها التحالف الدولي في عمليات أمنية بمحافظة الرقة منذ عام 2019، وهي السنة التي أعلن فيها الانتصار على تنظيم داعش وطرده من كافة المدن والبلدات التي كان يسيطر عليها شرقي سوريا، حيث شملت هذه العملية كلاً من بلدات الكرامة والمنصورة وصرين والجرنية والقرى المحيطة بها وباقي أحياء مدينة الرقة وضواحيها.
الصحفي السوري المنحدر من المنطقة الشرقي “محمد الجاسم،” قلل من العملية الأمنية الأخيرة التي نفذتها “قسد” بالتعاون مع التحالف الدولي في الرقة، مبيناً أن “أغلب عمليات الاعتقال هي وهمية وتمت فقط من أجل الدعاية الإعلانية، وأن معظم المعتقلين هم ليسوا عناصر تابعين لتنظيم داعش بل مدنيين تم اقتيادهم إلى نقاط الاحتجاز وسيتم إطلاق سراحهم قريباً”، على حد قوله.
وقال في تصريح خاص لمنصة SY24، إن “هذه العملية تأتي ضمن مسلسل الدعاية الإعلانية التي أطلقتها قسد مؤخراً، إلا أنها استطاعت الحد من نشاط تنظيم داعش في المنطقة ولم نشاهد أي عمليات منظمة للتنظيم خلال الشهرين الماضية، سوى عملية مقر الأسايش في وسط المدينة، بينما تبقى بقية العمليات هي نشاط فردي لعناصر من التنظيم دون أي توجيه”.
وأضاف أن “قسد استطاعت تجميد تمويل خلايا تنظيم داعش بعد مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر التي وجدتها مخزنة في مستودعاته، بالإضافة إلى اعتقال بعض الأشخاص الداعمين له والموالين لنشاطه، في الوقت الذي استطاع فيه الأهالي مجابهة عمليات ابتزاز التنظيم ورفض دفع الإتاوات له تحت غطاء الزكاة أو الكلفة السلطانية في بعض مدن وقرى المنطقة، إلا أن الوضع الأمني المنفلت قد يدفع داعش للظهور مجدداً، ما لم تقم الإدارة الذاتية بتوفير الخدمات الأساسية لسكان المنطقة والسيطرة على الاحتجاجات السلمية التي تخرج يومياً في مناطق شمال شرق سوريا”.
وأوضح أن “عودة التعاون بين التحالف الدولي وقسد في الرقة جاء بعد أيام من زيارة وفد التحالف إلى المدينة ولقائه مسؤولين في الإدارة الذاتية وقيادات عسكرية، ويبدو أن الدعم الأمريكي لها مازال مستمراً في محاربة تنظيم داعش والقضاء على الخلايا الأمنية التي تنشط في المنطقة”.
والجدير بالذكر أن مناطق الواقعة تحت سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” في شمال شرقي سوريا، تعيش حالة من الانفلات الأمني، نتيجة ارتفاع معدل جرائم القتل والسرقة، بالإضافة إلى تزايد التظاهرات الشعبية التي تخرج بشكل شبه يومي احتجاجاً على سياسات “الإدارة الذاتية” في المنطقة، وعدم توفيرها أي من الخدمات الأساسية والضرورية للسكان، الأمر الذي قد يدفع خلايا تنظيم داعش لاستغلال حالة الاحتقان هذه لدى الأهالي وتنفيذ عمليات مسلحة تزيد من تعقيد المشهد في المنطقة الشرقية.