وصلت إلى مدينة البوكمال السورية حافلات مدنية تحمل عناصر محليين تابعين لميليشيا الحرس الثوري الإيراني المنحدرين من محافظات حلب وحمص وحماه، وذلك بهدف إرسالهم إلى معسكرات تدريب خاصة بالميليشيات الإيرانية في بادية البوكمال وبلدة عياش بريف ديرالزور الغربي، والتي يديرها ضباط في الحرس الثوري الإيراني و مدربين تابعين لميليشيا حزب الله اللبنانية.
حيث وصلت هذه الحافلات الى مدينة البوكمال بشكل متتابع ترافقها سيارات مدنية محملة بعناصر من ميليشيا الفوج 47 المحلي المدعوم من إيران، بالإضافة إلى تواجد ثلاث سيارات من نوع ” هونداي بيك أب” مزودة بمضادات أرضية ترفع علم النظام السوري، وذلك خوفاً من تعرض هذه الحافلات لأي ضربات جوية من قبل التحالف الدولي.
وذكرت مصادر خاصة من داخل البوكمال لمنصة SY24، أن الرتل الذي وصل إلى المدينة جاء من ريف حمص عبر مدينة السخنة، وضم 4 حافلات مدنية وعدد من الشاحنات المحملة بمعدات لوجستية ومولدات كهربائية وأجهزة اتصال وألبسة وتجهيزات عسكرية أخرى، بالإضافة إلى شاحنة صغيرة محملة بمواد غذائية ومساعدات تعود لمنظمة “جهاد البناء” الإيرانية بهدف توزيعها على عائلات مقاتلي الميلشيات المحليين والأجانب.
وقالت مصادرنا، إن المدينة شهدت حالة من الاستنفار الأمني لعناصر الميليشيات الإيرانية الذين أغلقوا مداخل ومخارج المربع الأمني ومنعوا المواطنين من الاقتراب منه، وقاموا بنشر حواجز عسكرية على مداخل المدينة ترفع علم النظام السوري وعمدت على تفتيش المواطنين بشكل دقيق، بالتزامن مع تواجد مكثف لعناصر قوات النظام والأجهزة الأمنية على حواجزهم الخاصة ومقراتهم العسكرية.
وأكدت المصادر، أن الشاحنات المحملة بالمعدات اللوجستية غادرت المدينة بشكل فوري باتجاه مدينة الميادين شرقي ديرالزور، حيث أفرغت حمولتها في مستودع تابع لميليشيا فاطميون الأفغانية في حي التمو جنوبي المدينة، فيما تم نقل المواد الإغاثية والمساعدات الأخرى إلى المركز الثقافي الإيراني وسط المدينة تمهيداً لتوزيعها على عائلات منتسبيها.
التحركات المكثفة للميليشيات الإيرانية في ريف ديرالزور جاءت بعد تعرض مواقع هذه الميلشيات لغارات جوية متلاحقة من قبل طيران التحالف الدولي، بالإضافة إلى ارتفاع وتيرة الهجمات المسلحة التي تتعرض لها نقاطها العسكرية في البادية السورية من قبل عناصر تنظيم داعش، ناهيك عن ارتفاع معدل عمليات الخطف والاغتيال بحق عناصر الميليشيات وخاصة الأجانب في مدن البوكمال والميادين.
وكانت ميليشيا الحرس الثوري الإيراني قد أجرت مؤخراً عدداً من التغييرات في هرم قيادتها بالمنطقة الشرقية، عقب تعرضها لخسائر بشرية كبيرة خلال الأشهر الماضية، وشملت هذه التغييرات استبدال عدد من القادة المحليين بآخرين وتعيين ضباط إيرانيين في مواقع حساسة، وخاصةً فيما يتعلق بقيادة معسكرات التدريب والإشراف على توزيع الأسلحة والذخائر على نقاط المراقبة في البادية وعند خطوط التماس مع قوات سوريا الديمقراطية، إثر تورط القادة السابقين بسرقة بعض هذه الذخيرة وبيعها لتجار السلاح المرتبطين بخلايا تنظيم داعش التي تشط في البادية السورية.
ويأتي ذلك بالتزامن مع محاولات الميليشيات الإيرانية التخفيف من خسائرها البشرية وتعويض النقص الكبير في المقاتلين من أبناء محافظة ديرالزور، والذين فضلوا الهرب إلى مناطق سيطرة “قسد” على الالتحاق بصفوفها، وذلك عبر تجنيد أبناء المحافظات السورية الأخرى ونقلهم إلى المنطقة الشرقية وإلحاقهم بمعسكرات تدريب مكثفة تمهيداً لتوزيعهم على خطوط التماس مع فصائل المعارضة السورية، أو في نقاط المراقبة بعمق البادية السورية ليلاقوا مصيرهم أمام هجمات تنظيم داعش المستمرة.