أنذرت صحيفة “هآرتس” العبرية من احتمال اندلاع صراع مسلح من نوع جديد جنوبي سوريا، قد تجد إسرائيل نفسها طرفا فيه في وقت قريب.
وأشارت إلى أن السويداء ودرعا، المدينة التي اندلعت فيها شرارة الثورة ضد النظام السوري قبل 12 عاما، لم تهدئا تماما.
ولفتت إلى أنه بين الحين والآخر، تندلع مظاهرات مناهضة للنظام تؤدي إلى اشتباكات عنيفة، كتلك التي جرت الشهر الماضي في بلدة بمحافظة السويداء، وطالبت بإخراج الميليشيات الإيرانية المتمركزة بالقرب من “الأحياء الدرزية”.
وتحدثت الصحيفة العبرية عن الوعد الروسي لإسرائيل، بإبعاد الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له، وكذلك عناصر حزب الله اللبناني، لنحو 85 كيلومترا على الأقل شرق الحدود مع إسرائيل، مبينة أنه ظل حبرا على ورق.
وتابعت أنه تم تحريك مواقع حزب الله شرقا، ولكن ليس للمسافة التي طلبتها إسرائيل، وتمركزت قوات إضافية تابعة للحزب وميليشيات موالية لإيران في المناطق القريبة من السويداء ودرعا.
وذكرت أنه رغم مواصلة القوات الروسية تسيير الدوريات في هذه المناطق، لكن في الوقت نفسه اتضح أن حزب الله والمليشيات الإيرانية، عززوا قواتهم وأقاموا عشرات النقاط العسكرية في محيط السويداء ودرعا.
وأفادت الصحيفة بأنباء عن تخطيط إيران لإنشاء قاعدة عسكرية كبيرة تتركز فيها قواتها، بدلا من أن تتشتت في مواقع منفردة هنا وهناك، إضافة إلى أن الميليشيات الموالية لإيران، بالاشتراك مع قوات النظام السوري، أنشأت معامل في المنطقة لتصنيع مادة الكبتاغون المخدرة.
واعتبرت أن إنشاء هذا المعمل جنوب سوريا، يؤكد النوايا المتعلقة بتحويل الأردن إلى بلد عبور للمخدرات باتجاه الدول الأخرة.
وبيّنت أن الأردن ناشد أيضا روسيا لإيجاد حل، وبالفعل استجابت موسكو بسرعة، وزادت من دورياتها وأقامت مواقع حراسة إضافية على طول الحدود مع الأردن.
وقال الخبير الروسي ديمتري بريدجة لمنصة SY24، إن “المطالب الأردنية زادت لروسيا لكي تضغط على النظام السوري للحد والقضاء على عمليات تهريب المخدرات من سوريا والتي تهدد أمن المملكة الهاشمية، التي أصبحت تعاني من أزمة داخلية بسببها”.
يشار إلى استمرار حالة عدم الاستقرار الأمني في الجنوب السوري وبالأخص في درعا، إضافة إلى استمرار الاحتجاجات المناهضة للنظام السوري وقواته الأمنية في محافظة السويداء، ومواصلة الوقفات الاحتجاجية بشكل أسبوعي للتنديد بالواقع المعيشي والاقتصادي المتردي، يقابلها استمرار الميليشيات المدعومة من النظام بعمليات التهريب من جنوبي سوريا باتجاه الأردن رغم كل التهديدات الأردنية للنظام.