في دمشق.. مواطنون يلتقطون رزقهم من مخلفات البلاستيك وقطع الكرتون! 

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

مرحلة كارثية وصل إليها حال معظم الأهالي في مناطق سيطرة النظام، من صعوبة في تأمين لقمة العيش ومواد التدفئة، لا سيما في أيام الشتاء القاسية، مع ارتفاع أسعار المحروقات، وعجز مئات آلاف العائلات منهم عن تأمين ذلك، وسط موجة كبيرة عن توجه الكثيرين نحو الشوارع والطرقات، للبحث عما يمكن جمعه وبيعه أو استخدامه في المدافئ، من مخلفات الكرتون والمواد البلاستيكية والخردة. 

عدسة مراسلنا في بلدة “بيت سحم” جنوب دمشق، أظهرت صوراً لرجل يجمع الكرتون والقطع البلاستيكية من حاويات القمامة، وقارعة الطرقات،  ليتمكن بعد بيع جزء منها، من تأمين ثمن وجبة غداء لأطفاله، وترك قسم آخر منها لاستخدامه في المدفأة، في آخر ساعات النهار، إذ يصبح البرد خارج طاقة تحملهم.

 

يقول لمراسلنا، إن “عجزه عن تأمين عمل له، وسط الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة، أجبرته على العمل في جمع المخلفات والمواد البلاستيكية، كحال كثير من العائلات الفقيرة والمعدومة الدخل”. 

إذ تشهد مدن وبلدات دمشق وريفها، موجة غلاء غير مسبوقة، شملت أغلب السلع الأساسية والمواد الغذائية، والمحروقات ومواد التدفئة من حطب أو مازوت، وزاد ارتفاع الأسعار من معاناة الأهالي، ولاسيما أنها طالت لقمة العيش التي لا يمكن التخلي عنها، دون وجود رقابة حقيقة على ضبط الأسعار في السوق من قبل المعنيين. 

يقول مراسلنا في الغوطة الشرقية، إن “الوضع المعيشي تأزم كثيراً بشكل غير مسبوق، نتيجة الفجوة الكبيرة بين المدخول والمصروف، فكثير من الأهالي يحتاج بالحد الأدنى إلى 150دولار شهرياً، ثمن طعام وشراب ومواد التدفئة، دون باقي المستلزمات الأخرى كالأدوية أو الكسوة أو فواتير الكهرباء والماء والانترنت، بالوقت الذي لا يتعدى الدخل الشهري لمعظمهم 50 دولار، وهناك من يعيش على أقل من ذلك. 

فضلاً عن أن مشهد نبش القمامة والبحث عن أدوات الخردة، والكرتون أو ما يمكن بيعه، في معظم شوارع المحافظات السورية أصبح أمراً مألوفاً في السنوات الأخيرة، ولم يعد وجود امرأة أو طفل أو حتى رجل مسن، يقف فوق أكوام النفايات، لجمع المواد البلاستيكية وقطع المعادن وعلب (الكولا) ، أمراً مستغرباً، بعد ما وصل الفقر مستويات غير مسبوقة في المجتمع السوري.

ومع سنوات الحرب الأخيرة، زادت ظاهرة النباشين وزاد عدد الأشخاص الذين يعملون في نبش القمامة وفرز المواد، وجمع أدوات الخردة، والقطع المستعملة والمرمية، منها ما هو مصنوع من المعادن كالحديد والألمنيوم ، والنحاس،  قطع الغيار المتهالكة، أجهزة كهربائية مستعملة وتالفة، علب (التنك) للمشروبات الغازية، و العبوات البلاستيكية أيضاً. 

وفي سياق متصل، التقطت عدسة مراسلنا في دير الزور يوم أمس، صورة سيدة مهجرة، في عقدها الخامس من العمر، وهي تبحث عن لقمة عيشها وأجرة منزلها، بين قطع الحديد وأدوات الخردة، تجر كرسياً متحركاً، ملأته بما استطاعت جمعه بعد يوم عمل شاق في الطرقات، وبين أكوام القمامة والحاويات الكبيرة. 

حيث تشهد مناطق سيطرة النظام غلاءً فاحشاً في المواد الغذائية والسلع الأساسية، طال جميع المواد الغذائية ، إذ يتحدث إلينا عدد من الأهالي في مناطق متفرقة من دمشق وريفها واصفين الحال التي وصل إليها الناس بـ “الكارثية”، ولاسيما أنها لا تتناسب مع دخل المواطن الذي لا يكفيه مدخوله الشهري ثمن خبز وزيت ووقود تدفئة!. مع التخلي بشكل شبه كامل عن اللحوم والفواكه والتي باتت من الرفاهيات عند شريحة كبيرة من السوريين. 

مقالات ذات صلة