بدأت بعض الأطراف بطرح فكرة ما تسمى “الإدارة الذاتية” كحل للتطورات والصراع الدائر في منطقة الجنوب السوري، الأمر الذي حذر منه محللون معتبرين أنه من المشاريع المشبوهة.
وتوضيحاً لهذا الطرح الذي يتم تداوله بخصوص ملف الجنوب السوري (درعا والسويداء)، قال المحلل السياسي فايز القنطار لمنصة SY24، إن “مشروع الإدارة الذاتية يطرح منذ فترة وجيزة بشكل متكرر وربما هناك رغبة لبعض الدول الإقليمية والدولية في رؤية هذا المشروع يتبلور ويظهر للعلن”.
وأضاف أن هناك اتصالات كما ذَكرت بعض وسائل الإعلام مع بعض النشطاء في درعا، ولم يتم الاتصال بممثلين إن صح التعبير أو ببعض الفعاليات في السويداء، ولكن تحرك بعض الشخصيات المدعومة من النظام في هذا الاتجاه يمكن أن يوحي بذلك، خاصة وأن هناك قبول بشكل من الأشكال من قبل النظام.
ورأى أن النظام اليوم في مأزق كبير خصوصا في الجنوب، كونه لم يتمكن من السيطرة على الجنوب، فدرعا لا تزال في حالة مواجهة يومية والسويداء في حالة احتجاج منتظمة ودائمة، وربما وجد في هذه الدعوة شكلاً من أشكال الخروج من هذا المأزق، على أن يتمكن من الالتفاف على الإدارة الذاتية بتعويم أذنابه وأعيانه لتصدر المشهد في حال بلورة الحكم الذاتي في الجنوب، حسب قوله.
وأكد القنطار أنه “علينا الحذر من كل المشاريع المشبوهة”، في إشارة للطرح المتداول بين العديد من الأطراف.
ولفت إلى أن هناك قناعة تامة عند كل الأطراف الرئيسية في الملف السوري ومن خلفهم إسرائيل، بأن تفكيك العلاقة بين النفوذ الإيراني والنظام الأسدي أمر شبه مستحيل، وبأنه لا يمكن تحجيم النفوذ الإيراني الذي هو هدف الآن في ظل الوجود “النظام الأسدي”، ومن هنا المنطقة مقبلة على تحولات كبيرة، حسب تعبيره.
واعتبر أن هناك قناعة إقليمية دولية بعدم جدوى هذه المحاولات في ظل وجود النظام السوري، ومن هنا تطرح ملفات جديدة مثل: الكيماوي وحفار القبور وقانون قيصر، وكلها تأتي في وقت متأخر لا لتخدم مصلحة الشعب السوري بقدر ما تخدم مصالح تلك الدول المعنية في هذا الأمر، وفق وجهة نظره.
وتشهد منطقة درعا جنوبي سوريا حالة من عدم الاستقرار منذ سيطرة النظام والميليشيات عليها في عام 2018، إذ يعتبر مسلسل الاغتيالات والعبوات الناسفة هو العنوان الأبرز لما يجري هناك.
في حين تعيش محافظة السويداء أوضاعا من نوع آخر عنوانها التظاهرات والاعتصامات المطالبة بالتغيير السياسي والمنددة بالواقع الخدمي والمعيشي والاقتصادي، إضافة لاستمرار حالة الفلتان الأمني ومسلسل الخطف على يد مجموعات يُعتقد أنها مدعومة من أجهزة أمن النظام السوري.
