اتجه عدد من أبناء مدينة ديرالزور، الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية والمحلية الموالية له، اتجهوا لبيع ما تبقى من حصصهم السنوية من مادة المازوت المخصص للتدفئة وبأسعار متدنية مقارنةً بسعر المادة في السوق الحرة، فيما يصر البعض على الاحتفاظ بهذه المخصصات أملاً بأن يحصل عليها خلال الشهر الجاري.
الأهالي قالوا إنهم فقدوا الأمل بالحصول على مخصصاتهم من مادة المازوت المدعوم بسبب أزمة المحروقات التي تعانيها البلاد، وعدم توافر المحروقات بشكل دائم وارتفاع ثمنها في السوق الحرة لتصل إلى أضعاف الثمن الذي أقرته حكومة النظام والبالغ 700 ليرة سورية مقابل اللتر الواحد.
حيث حصل معظم سكان مدينة ديرالزور على الدفعة الأولى من مازوت التدفئة المدعم والبالغة 50 لتر منذ أكثر من شهر، غير أن مماطلة حكومة النظام في توزيع بقية المخصصات، دفع الأهالي إلى بيع ما تبقى من حصصهم والبالغة 150 لتر إلى محطات الوقود العاملة في المدينة، أو إلى أصحاب المولدات الكهربائية العامة وتجار المحروقات وغيرهم من المقتدرين مادياً وبسعر أقل بكثير من السعر المتداول في السوق.
ووصل سعر النوعية الجيدة من المازوت المخصص للتدفئة في السوق السوداء بمدينة ديرالزور إلى أكثر من 10 الاف ليرة سورية، فيما تراوح السعر الذي حصل عليه الأهالي من أصحاب محطات الوقود مقابل حصصهم من المادة بين 2000 و 3500 ليرة سورية مقابل اللتر الواحد، في الوقت الذي اضطر فيه البعض إلى بيع حصصهم كاملة مقابل مبالغ زهيدة لا تتعدى الـ 100 ليرة سورية، وذلك نتيجة الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعانون منها.
“هبة عبد القادر”، من سكان حي الجورة في مدينة ديرالزور، قالت إنها باعت 100 لتر من مخصصاتها السنوية من مادة المازوت المدعوم لأحد تجار المدينة مقابل مبلغ 350 الف ليرة سورية، فيما احتفظت بـ 50 لتر المتبقية أملاً في الحصول عليها في القريب العاجل واستعمالها في التدفئة، في ظل انخفاض كبير بدرجات الحرارة وعدم قدرتها على شراء المازوت من السوق الحرة لارتفاع ثمنه”، على حد قولها.
وفي حديثها مع مراسل منصة SY24، قالت: إن “أغلب سكان المدينة لا يستطيعون تحمل تكلفة شراء المحروقات من السوق الحرة لارتفاع ثمنها، ولهذا اتجه الجميع لبيع حصصهم من المحروقات بأي سعر كان وشراء الحطب أو أي مادة أخرى مكانه، وبالذات مع استمرار درجات الحرارة بالانخفاض و الانقطاع شبه الدائم في التيار الكهربائي”.
وأضافت “أتوقع أن النظام متواطئ مع التجار وأصحاب محطات الوقود، حيث أخر توزيع مخصصات المواطنين من المحروقات ليجبر الأهالي على بيعها للتجار بأسعار متدنية، ليتم بيعها لهم لاحقاً بأسعار مضاعفة والحصول على أرباح خيالية، فيما يبقى المواطن الفقير هو الخاسر الوحيد في هذه المعادلة”.
يشار إلى أن النظام السوري قد أعلن في نهاية العام الماضي عن تخفيض حصص المواطنين من مادة المازوت المخصص للتدفئة إلى 200 لتر وبسعر 700 ليرة سورية، غير أن الأهالي لم يحصلوا على كامل حصتهم من هذه المادة بسبب مماطلة النظام في توزيعها، ما اضطر البعض إلى شرائها من السوق السوداء بأضعاف سعرها واستخدامها في التدفئة في ظل الانخفاض المستمر في درجات الحرارة.
يذكر أن الميليشيات الإيرانية والميليشيات المسلحة المرتبطة بالنظام ماتزال تتحكم بتجارة المحروقات والنفط القادم من مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، إن كان بشكل نظامي عبر شركة القاطرجي التي تدخله من المعابر البرية في ريف الرقة، أو عبر قادة الميليشيات الإيرانية وضباط ميليشيا الفرقة الرابعة الذين يتحكمون بالمعابر النهرية غير الشرعية في ريف ديرالزور والمستخدمة في تهريب المحروقات من مناطق “قسد” إلى مناطق النظام.