مرض جلدي ينتشر بين الأهالي في المخيمات.. ما أسبابه وعلاجه؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

لم تنفع كل وسائل السيدة “أم حازم” مقيمة في تجمع مخيمات بمنطقة دير حسان، وهي أم لأربعة أطفال، أن تقيها من انتقال عدوى الأمراض الجلدية إليهم، عن طريق باقي المرضى في المخيم ولاسيما الأطفال، بعد أن انتشرت عدة أمراض ومنها الجرب بشكل كبير بين القاطنين. 

تقول في حديثها إلينا :إنها “طفلها الكبير أصيب بمرض الجرب بعدوى من صديقه في ذات المخيم، ثم نقل المرض لباقي إخوته، مع عجزها عن شراء الدواء لهم جميعاً، بسبب ارتفاع أسعاره، ما جعلها تقسم العقاقير الدوائية مناصفة بين أطفالها، ما سبب تأخر فترة علاجهم أكثر من اللازم”. 

تصف لنا الأم حالة أبنائها الصعبة، وهم (يهرشون) أجسادهم الصغيرة وخاصة قبل النوم، لما يسببه المرض من أعراض الألم والحكة والتقرحات الجلدية، ناهيك عن انتشار المرض بين جميع أفراد الأسرة”. 

يخبرنا الصيدلاني “محمد عبدالله” عن انتشار مرض الجرب في المخيمات بشكل كبير في الآونة الأخيرة، إذ زاد الطلب على أدوية التعقيم والعلاج للمرض، حسب ما عاينه بنفسه في الصيدلية الشهر الماضي. 

يقول في حديثه إلينا، إن” موجة كبيرة من مرض الجرب المعدي تجتاح المخيمات، وتسبب العدوى لعشرات الأشخاص خاصة الأطفال، وذلك لعدة أسباب أبرزها نقص المياه المعقمة والنظيفة، وقرب المخيمات من حفر الصرف الصحي المكشوفة التي تعد بيئة خصبة لانتشار الأمراض الجلدية بشكل عام”. 

وللحديث أكثر عن الظاهرة، أضاف “العبدالله” أن مرض الجرب هو مرض طفيلي جلدي، تسببه حشرة صغيرة لا ترى بالعين المجردة، تعيش على طبقة الجلد الخارجية، وعند إصابة الشخص فيها، تسبب حكة شديدة خاصة أثناء النوم، وينتشر المرض في منطقة الإبطين وبين الأصابع وفي الأعضاء التناسلية، مسبباً تقرحات جلدية مؤلمة.

وعن طرق الوقاية قبل العلاج، أكد أن العناية بالنظافة الشخصية هي أحد أهم أسباب تجنب انتقال المرض للشخص السليم، واستخدام المياه المعقمة والنظيفة، أما عند ظهور أعراض المرض بالمرحلة الأولى يجب الإسراع في العلاج واستخدام الأدوية وهي عبارة عن معقمات وأدوية أخرى، ويستمر العلاج لمدة أسبوعين تقريباً، مع الحفاظ على عدم انتقال المرض للأفراد السالمين من نفس العائلة، بتجنب استعمال أغراض المصاب الشخصية، ولاسيما المناشف والملابس وأدوات الطعام والشراب. 

وتعد الكثافة السكانية العالية في المخيمات أحد أبرز أسباب انتشار الأمراض الجلدية  ضمن تجمعات السكنية المزدحمة، الذي جعل انتشار أي مرض أمراً سهلاً، إذ تعد المخيمات بيئة حاضنة لانتشار أي مرض ضمنها، بسبب افتقارها للبنية التحتية والخدمية. 

ومن الأسباب أيضاً، انتشار ظاهرة الصرف الصحي المكشوف ضمن مخيمات النازحين، الأمر الذي يزيد من معاناة النازحين، حيث تبلغ نسبة المخيمات المخدمة بالصرف الصحي 37% فقط من إجمالي المخيمات، في حين أن المخيمات العشوائية بالكامل لا تحوي هذا النوع من المشاريع.

فضلاً عن غياب المياه النظيفة والصالحة للشرب عن 47% من مخيمات النازحين، حيث وصلت أعداد المخيمات غير المخدمة بالمياه أكثر من 658 مخيماً حسب آخر بيان لفريق منسقو استجابة سوريا حول الموضوع. 

وأكدت البيان الصادر مطلع الشهر الحالي، أن هناك زيادة في ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض الجلدية، والأمراض النادرة إلى مستويات أعلى وذلك في مخيمات النزوح شمالي سوريا، إذ سجّلت عدة مخيمات للنازحين في أرياف حلب وإدلب شمال غرب سوريا، انتشار كبير لعدد من الأمراض الجلدية، حسب بيان صادر عن الفريق، لافتاً إلى أن المخيمات تشهد انتشاراً لأكثر من تسعة أنواع من الأمراض الجلدية، عدا الحالات المرضية النادرة.

 ويتزامن انتشار الأمراض الجلدية مع انتشار مرض الكوليرا إضافة إلى فيروس كورونا، وسط معاناة شديدة وتحديات يواجهها القطاع الصحي نتيجة شح الدعم والمخاوف من توقف الدعم عن عدد من المنشآت الطبية والمراكز الصحية في المنطقة.

مقالات ذات صلة