تحركات عسكرية كبيرة ومفاجئة، لميليشيات “حزب الله” اللبناني، شهدتها منطقة “الجراجير” بالقلمون الغربي في ريف دمشق، الليلة الماضية، حسب آخر المستجدات التي نقلها مراسلنا في المنطقة.
وقال المراسل، إن “التحركات تمثلت بقيام الحزب إنشاء معسكر تدريبي خاص للعناصر الأجانب، واستثنى منهم العناصر المحليين أي السوريين”.
على خلفية ذلك، استقدمت ميليشيا الحزب قرابة 40 عامل لحفر الأساسيات والخنادق، من أبناء المنطقة والقرى المحيطة بها، إلى مكان إنشاء المعسكر، والذي يقع عند أطراف بلدة “الجراجير” بحيث يكون قرب أحد مقراته العسكرية هناك.
وأضاف المراسل، أن عمليات الحفر والتجهيز تمتد على مساحة 8 هكتار، بشكل مستطيل، وسيتم رفع سواتر ترابية في محيط الخنادق المراد حفرها، إذ سيكون العمل على حفر الخنادق بعمق متر واحد، وعرض متر أيضاً، مقابل مبلغ مالي 22 ألف ليرة سوريّة للعامل في اليوم الواحد.
كما استقدم الحزب ثلاثة غرف مسبقة الصنع، واحدة تم نصبها لمراقبة العمال خلال العمل، واثنتين بمحيط المعسكر المراد إنشاؤه.
وأشار المراسل، أن “العملية بالكامل تتم تحت إشراف قياديين بارزين في الحزب المتمركزين في منطقة القلمون الغربي، إضافة إلى الاستعانة بخبراء عسكريين، ومهندسين بهدف مراقبة المشروع بشكل أدق” .
يذكر أن ميليشيا “حزب الله” اللبناني تسيطر على بلدات وقرى “القلمون” الغربي، منذ بسط نفوذها على المنطقة في 2014 إلى يومنا هذا، وتحكم السيطرة عليها بإنشاء النقاط العسكرية وتعزيز قواتها فيها، لما للمنطقة من أهمية كبيرة، كونها حدودية مع لبنان، وتعد القوة الأبرز في منطقة.
وليس بعيداً عن الأحداث في ريف دمشق، قام فرع “أمن الدولة” بنشر عدد من الحواجز “المؤقتة” عند أطراف مدينة دوما في الغوطة الشرقية، وكذلك بلدة الشيفونية، التابعة له يوم أمس الثلاثاء.
وفي التفاصيل التي نقلها المراسل، أكد أن الفرع نشر حاجز مؤقت، على جسر الشيفونية المؤدي للبلدة، إضافة إلى وضع حاجز آخر عند منتصف الطريق الرئيسي المؤدي إليها من المدينة، والذي تزامن مع تسيير العديد من الدوريات العسكرية التابعة لفرع “أمن الدولة”.
وعقب انتشار الحواجز، أطلق الفرع حملة تفتيش واسعة، استهدفت الأهالي والمارة والمركبات الخاصة والعامة، وحتى الدراجات النارية، وبقيت الحواجز لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة.
أسفرت الحواجز، عن اعتقال ثمانية شبان، غالبيتهم من أبناء مدينة دوما، والباقي ينحدرون من بلدة الشيفونية، تم اقتيادهم إلى فرع أمن الدولة في مدينة دوما، ليتم ترحيلهم صباح اليوم إلى فرع الشرطة العسكرية بحي القابون في دمشق، بحجة تخلفهم عن الخدمة الإلزامية، ثم فرزهم إلى قطعهم العسكرية، استعداداً للذهاب إلى الجبهات.
يذكر أن هذه الممارسات الأمنية تجاه المدنيين تحدث بشكل مستمر في معظم مناطق سيطرة النظام، ولاسيما الغوطة الشرقية، والقلمون الغربي، إذ تستمر حملات الاعتقال والمداهمات، بشكل كبير ، يتم خلاله اعتقال عشرات الشبان من الحواجز العسكرية المتمركزة عند مداخل المدن والبلدات أو عن طريق نصب حواجز طيارة تباغت المدنيين في طرق فرعية.
وتعمد قوات النظام السوري بشكل مستمر إلى القيام بحملات مداهمة وتفتيش، بحثاً عن المتخلفين عن الخدمة الإجبارية والمطلوبين أمنياً في مدن الغوطة الشرقية والقلمون الغربي، قبل مغادرتهم البلاد عن طريق التهريب هرباً اعتقالهم أو اقتيادهم إلى الخدمة العسكرية.