التسرب النفطي يهدد حياة الآلاف من سكان قرى جنوب الحسكة.. من أين جاء؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

يعاني سكان قرى وبلدات جنوب الحسكة الواقعة تحت سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، من تلوث معظم مصادر المياه المحلية التي يستخدمونها في الشرب وسقاية أراضيهم الزراعية و قطعان مواشيهم، الأمر الذي يهدد حياتهم وحياة عائلاتهم بالإضافة إلى التأثير المباشر لهذا التلوث على الحياة البرية بشكل عام.

 

تلوث مصادر المياه في المنطقة نتج عن تسرب كميات كبيرة من المخلفات النفطية السامة القادمة من حقل تشرين النفطي التي يتم ضخها بشكل مباشر في الأودية والأراضي المحيطة بالحقل، ما أثر بشكل مباشر على الآبار الجوفية ومصادر المياه في المنطقة، وسط دعوات أهلية لـ “الإدارة الذاتية” بضرورة الحد من هذا التسرب وإنقاذ المنطقة من كارثة صحية وبيئية خطيرة.

 

أهالي المنطقة اتهموا القائمين على الحقل والعاملين فيه بعدم اتخاذها الاحتياطات اللازمة لمنع تسرب المخلفات السامة إلى الأراضي والآبار الجوفية القريبة منه، وذلك عن طريق امتناعهم عن ضخ المياه الملوثة في المناطق التي يتم استخراج النفط منها، وقيامهم بضخها في الأودية الواقعة بالقرب من الحقل، ما تسبب بحدوث فراغات كبيرة في طبقات الأرض أدت إلى تسرب المياه الملوثة إلى الآبار ومصادر المياه النظيفة في القرى المجاورة، وخاصةً نبع “طابان” الذي يغذي بلدة علكانة والقرى المحيطة بها.

 

حيث أدى تلوث المياه الجوفية في المنطقة، نتيجة تسرب كميات كبيرة من مخلفات الآبار النفطية في حقل تشرين النفطي، إلى نفوق كميات كبيرة من الأسماك والحيوانات والطيور البرية الموجودة في سد الحسكة الجنوبي، ناهيك عن نفوق عدد من رؤوس الماشية وتعرض الأراضي والمحاصيل الزراعية لأضرار مباشرة كبدت المزارعين خسائر مادية كبيرة.

 

“أبو ماهر”، من أبناء قرى ريف الحسكة الجنوبي، أكد تعرضهم لخسائر مادية كبيرة نتيجة “تسرب كميات كبيرة من مخلفات حقل تشرين النفطي إلى أراضيهم الزراعية، وعدم قيام إدارة الحقل بإصلاح أي أعطال فيه أو منع حدوث هذا التسرب، الذي يهدد حياة سكان المنطقة والحياة البرية بشكل عام عن طريق تلوث مصادر المياه الوحيدة التي يملكونها”، على حد وصفه.

 

وقال في حديثه مع منصة SY24، إن “معظم الأراضي الموجودة في محيط حقل تشرين النفطي لم تعد صالحة للزراعة بسبب تسرب كميات كبيرة من مخلفات النفط إليها على مدار السنوات الماضية، وعدم قيام إدارة الحقل بمعالجة هذه المشكلة، الأمر الذي دفع العديد من المزارعين لترك أراضيهم والاتجاه للعمل في القرى البعيدة عن الحقل”.

 

وأضاف أن “قرى تل ذهب وذي قار والعلكانة والنهب وغيرها من قرى المنطقة هي الأكثر تضرراً من تسرب مخلفات حقل تشرين السامة، وفي حال لم يتم حل هذه المشكلة فإن المنطقة مقبلة على كارثة صحية وبيئية خطيرة، وخاصةً مع تعرض العشرات من السكان لأمراض في الجهاز الهضمي نتيجة شرب المياه الملوثة وعدم قدرتهم على شراء المياه من الصهاريج الخاصة لغلاء ثمنها”.

 

والجدير بالذكر أن محافظة الحسكة الواقعة جزئياً تحت سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” تعاني من أزمة مياه حادة، نتيجة تلوث المياه في الآبار الجوفية في المنطقة الجنوبية للمحافظة، واستمرار انقطاع مياه الشرب عن عدد كبير من أحياء مدينة القامشلي شمالها نتيجة توقف محطات ضخ المياه عن العمل للصيانة، فيما تستمر محطات تصفية المياه الواقعة في مدينة رأس العمل بضخ المياه إلى مدينة الحسكة بشكل متقطع، وذلك نتيجة الخلاف الحاصل بين “قسد” والجيش الوطني وتبادل الطرفان الاتهامات حول من يقف وراء توقف عمل المحطة.

مقالات ذات صلة