اعتبر “معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ” أن السبب وراء انتشار مرض الكوليرا في سوريا ليس طبي وإنما بسبب انهيار النظام السوري ومؤسساته، وغياب الخدمات التي تقدمها تلك المؤسسات.
وأوضح المعهد أن تقسيم البلاد لمناطق نفوذ يواصل تعقيد وإبطاء بناء مرافق معالجة المياه، حيث تضررت ثلثا نقاط معالجة المياه ونصف محطات الضخ، التي باتت خارج الخدمة بسبب انقطاع الكهرباء.
وبيّن أن إصلاح المشكلة باللقاحات والأدوية، لن يحل التداعيات الصغرى للمشكلة الرئيسية المتمثلة بانهيار الدولة.
وذكر باحثون في المعهد أن تصريف مياه الصرف الصحي يتم دون معالجة، مما يتسبب باختلاطه بالمياه العذبة، وهو ما يساعد بانتشار المرض نتيجة عدم توافر مياه نظيفة للناس أو عدم ممارسة عادات النظافة الصحيّة.
ودعا الباحثون الولايات المتحدة إلى اتخاذ خطوات لتذليل العقبات والتوفيق بين المتناقضين عند معالجة المشاكل الناجمة عن انهيار الدولة في سوريا، مع إبقاء التدابير للتصدي لأعمال السلطة الحاكمة المخلة بالاستقرار.
وفي السياق ذاته، أفاد مصدر في مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية لمنصة SY24، أن المخيمات الفلسطينية والمناطق السورية الواقعة تحت سيطرة النظام السوري والمعارضة تشهد ارتفاعاً في عدد الإصابات والوفيات بمرض الكوليرا، ما ينذر بانفجار في عدد الحالات في ظل تدني الخدمات الصحية والطبية وغياب المرافق اللازمة، حسب تعبيره.
ووصل إجمالي الإصابات بالكوليرا شمال غرب سوريا إلى 566 إصابة، و20 حالة وفاة، في حين وصل إجمالي الإصابات في منطقة نبع السلام إلى 43 حالة و2 حالة وفاة، بينما بلغ إجمالي الإصابات شمال شرق سوريا 175 حالة و30 حالة وفاة، حسب شبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة.
وفي مناطق النظام وحسب آخر إحصائية، بلغ إجمالي الإصابات 1652 إصابة، و49 حالة وفاة، وفق وزارة الصحة التابعة للنظام.
الجدير ذكره، أن مناطق النظام تعاني من واقع صحي سيء زاد من تلك المعاناة ارتفاع أسعار الأدوية وانقطاع أصناف متعددة منها، يضاف إلى ذلك عدم قدرة المرضى على شراء بعض منها في حال توافرها في الصيدليات.