ما تزال مخلفات الحرب غير المنفجرة والألغام التي لم يتم إزالتها إلى الآن تهدد حياة المواطنين في مدينة ديرالزور، الخاضعة لسيطرة النظام والميليشيات الايرانية والمحلية الموالية له، نتيجة عدم قيام حكومة النظام بإزالة أي من هذه المقذوفات التي تسببت إلى الآن بمقتل وإصابة عشرات المواطنين غالبيتهم من الأطفال وتضرر ممتلكاتهم الشخصية.
حيث قتلت امرأة في العقد الرابع من العمر بعد انفجار مدفأة حطب في منزلها بحي الجورة بمدينة ديرالزور، ليتبين أن سبب الانفجار هو مقذوف حربي كان عالق في جذع شجرة استخدمتها السيدة للتدفئة بسبب عدم توافر المحروقات، في حادثة هي الثانية من نوعها في المدينة خلال أيام، الأمر الذي دفع الأهالي إلى تقطيع الأخشاب وأغصان الشجر بشكل جيد خوفاً من وجود مقذوفات حربية فيها.
في الوقت الذي تعرض فيه منزل أحد المدنيين في حي الحويقة الشرقية لانفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة فيه أثناء قيام الأهالي بتنظيفه بنية العودة للسكن فيه، ما تسبب بإصابة أحد المدنيين بجروح خطيرة وتضرر جزء كبير منه، دفع أصحابه للرجوع عن فكرة السكن فيه والعودة إلى مدينة دمشق التي نزحوا لها مع بدء قوات النظام بقصف المدينة عام 2012.
خطر مخلفات الحرب في مدينة ديرالزور والريف المحيط بها بات هاجساً يؤرق المدنيين، خاصةً مع قيام الميليشيات الإيرانية بزرع عدد من الألغام والعبوات الناسفة في محيط مقراتها العسكرية ونقاط تمركزها في بادية ديرالزور وفي بعض المزارع والأراضي الزراعية التي استولوا عليها سابقاً، ما تسبب بمقتل عدد كبير من رعاة الماشية والأطفال أثناء تواجدهم في المنطقة.
“عدي المحمد”، من سكان حي كنامات شرقي مدينة ديرالزور، ذكر أن “المنطقة ما زالت غير مأهولة بالسكان بسبب وجود كميات كبيرة من الألغام والعبوات الناسفة قام تنظيم داعش بزراعتها إبان المعارك التي شهدها الحي، مع عدم قيام حكومة النظام بإزالة هذه الألغام وتنظيف المنطقة منها، ما قد يهدد حياة الأهالي الراغبين بالعودة إلى منازلهم”، على حد قوله.
وفي حديثه مع مراسل منصة SY24 في المدينة قال:” أهالي الحي وجدوا أكثر من 20 عبوة ناسفة كانت مزروعة على أبواب المنازل وعند الخزائن وأدراج المطابخ وداخل الغرف، وذلك في محاولة من تنظيم داعش إيقاع أكبر قدر ممكن من الإصابات أثناء عمليات تفتيش قوات النظام لهذه المنازل، ولكن ما جرى أن النظام ترك المنطقة على حالها دون تنظيفها من هذه المخلفات ليواجه سكان هذه المنازل مصيرهم أمامها”.
وأضاف:” قمنا بتقديم أكثر من طلب للشرطة والأمن العسكري والفرقة 17 من أجل تنظيف الحي من الألغام والعبوات الناسفة، ولكن الميليشيات الإيرانية ما تزال تضغط على النظام من أجل إبقاء الوضع على ماهو عليه، كونها قامت بالسيطرة على عدد من المنازل وإزالة مخلفات الحرب منها وحولتها لمقرات عسكرية خاصة بها ولا تسمح للمدنيين بالعودة إليها لكي تبقى هي المسيطر الوحيد على الحي”.
والجدير بالذكر أن مدينة ديرالزور شهدت بين عامين 2014 و2017 معارك ضارية دارت بين تنظيم داعش الذي كان يسيطر على معظم أحيائها وبين قوات النظام المدعوم من الطيران الحربي الروسي والميليشيات الإيرانية، انتهت بسيطرة الأخير على المدينة في نهاية عام 2017 بعد قيامه بتدمير أكثر من 90% من بنيتها التحتية.