وصل وزير الدفاع الإيراني، “أمير حاتمي”، برفقة مسؤولين كبار في النظام الإيراني، صباح يوم الأربعاء، إلى مطار بغداد الدولي في زيارة، هي الأولى من نوعها منذ نحو عامين، لبحث ملفات متعلقة بسوريا والعراق أبرزها افتتاح طريق بري عبر البلدين يربط إيران بدمشق ومن ثَمَّ لبنان.
ونقلت صحيفة “العربي الجديد” عن مسؤولين في الحكومة العراقية قولهم: إن “الزيارة ذات أبعاد سياسية وعسكرية ولها شأن مباشر بالملف السوري، حيث يرافق حاتمي ضباط في الجيش الإيراني ومسؤولون في قوات حرس الحدود والبحرية الإيرانية في الزيارة التي تستغرق يومين فقط”.
وبحسب المصادر فإنّ “الزيارة ستبحث خمسة ملفات، أولها ملف سوريا، وموافقة العراق على استخدام أجوائه من قبل الطيران الأمريكي وإعادة افتتاح الطريق الدولي السريع بين بغداد ودمشق عبر منفذَي القائم والوليد”.
ومن بين هذه الملفات، رغبة طهران في استئناف النقل البري من خلال العراق إلى سوريا، وسبل تأمينه، بالإضافة لملف الديون المترتبة على العراق لصالح إيران جراء شراء الأسلحة والذخيرة من قبل حكومة نوري المالكي الثانية عامي 2013 ومطلع 2014، وملف رابع هو تشكيل غرفة تنسيق مشترك لضبط عمليات التهريب على الحدود العراقية – الإيرانية على امتداد أكثر من 1000 كم خاصة تهريب النفط الخام والمخدرات، أمّا الملف الأخير، بحسب المصدر، فهو تنفيذ سلسلة مناورات مشتركة بين البلدين.
وكانت قد طرحت الملفات الخمسة هاتفياً بين مسؤولي البلدين في الأيام الماضية، تمهيداً لبحثها بشكل مفصل اليوم وغداً في بغداد.
وتعتبر الضربات الغربية على النظام السوري وتداعياتها الملف الأساسي في هذه الزيارة حيث “تشعر إيران بانزعاج من سياسة رئيس الوزراء حيدر العبادي حيال الملف السوري” إذ “تخشى من مواقف العبادي، الذي يحاول أن يقف على خط الحياد من القضية السورية، ويحاول ضبط الميليشيات العراقية الموالية لإيران، وعدم تدخلها في دعم نظام بشار الأسد”.
ومن المقرر أن يلتقي “حاتمي” مع رئيس الوزراء حيدر العبادي، ونظيره العراقي “عرفان الحيالي”، ورئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول الركن “عثمان الغانمي”، فضلاً عن مستشار الأمن الوطني “فالح الفياض”.
ونقلت “إرنا” عن حاتمي قوله إنّ “الهدف من الزيارة هو تطوير التعاون العسكري والأمني مع الحكومة العراقية وكذلك بحث التطورات الأخيرة في المنطقة والضربة العسكرية في سوريا”.
وتسيطر إيران على عشرات الآلاف من مقاتلي الميليشيات العراقية التي تخوض المعارك في سوريا وفقاً لتوجيهاتها، بينما يدين الكثير من القادة السياسيين في الحكومة العراقية بالولاء للنظام الإيراني.