عمل النظام السوري على استغلال كارثة الزلزال الذي ضرب محافظات عدة شمال سوريا منذ اللحظات الأولى له، للمطالبة برفع الحصار والعقوبات عنه، زاعماً أن “العقوبات المفروضة عليه تمنع عن سوريا كل شيء!”، مستثمراً الأوضاع الإنسانية للمناطق المنكوبة لغايات سياسية بحتة.
وفي ذات السياق، عملت وسائل إعلام النظام على استخدام ونشر صور مؤثرة لضحايا الزلزال في شمال غربي سوريا، بريفي إدلب وحلب الخارجة عن سيطرته، على أنها حصلت في مناطقه، ليثير تعاطف العالم الخارجي والمحلي ويحصل على المساعدات والدعم.
وعليه فقد طالب رئيس منظمة الهلال الأحمر التابع للنظام في بيان وجهه للمجتمع الدولي، بوصول عملية آليات خاصة بالإنقاذ لرفع الأنقاض عن الضحايا، زاعماً حسب قوله أن العقوبات تشكل العائق الأساسي لوصول هذه الآليات إلى سوريا، وناشد المجتمع الدولي برفع الحصار والعقوبات الاقتصادية بعد هذا الزلزال.
فيما أكد ناشطون أن دخول المواد الإغاثية والأدوية وفرق الانقاذ ليس له علاقة بالعقوبات أبدا، وهي لا تشمل
المساعدات الإنسانية من أدوية وأغذية وهذا ما أكدته تصريحات للخارجية الألمانية والأمريكية أيضاً .
حيث دعت وزيرة الخارجية الألمانية يوم أمس الثلاثاء، روسيا إلى المساعدة في الضغط على سوريا، للسماح بدخول المساعدات الإنسانية لضحايا زلزال بسرعة ودون أي عقبات إضافية.
وكذلك قال المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية، حسب ما تابعته منصة SY24، أنه لايوجد شيء على الإطلاق في قانون قيصر والعقوبات الأمريكية تمنع وصول المساعدات الإنسانية الطارئة والأدوية عن الشعب السوري، والولايات المتحدة الأمريكية لم تمنع أي بلد من تقديم المساعدة الإنسانية للشعب السوري.
وهذا عكس ما روج إليه إعلام النظام ووزير خارجيته فيصل المقداد الذي تحدث عن وجود مخطط للدول الغربية بدخول المساعدات إلى “المسلحين الإرهابيين” فقط حسب زعمه، بالوقت الذي تشهد مناطق الشمال السوري الخارجة عن سيطرة النظام أقسى كارثة إنسانية في التاريخ، دون وجود أي مساعدات دولية في إنقاذ الضحايا،إنما اقتصرت على الجهود الذاتية لفرق الدفاع المدني السوري فرق الإنقاذ المحلية بأبسط الإمكانيات المتوفرة.