عقب الزلزال.. ما الذي دفع الأسد وقادة الميليشيات للظهور فجأة في حلب؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

أجمع عدد من السوريين والمعارضين للوجود الإيراني في سوريا، على أن إيران وميليشياتها يستغلون ما يجري في حلب خاصة بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة، في محاولة منهم لإيصال رسائل عديدة وعلى رأسها أنهم أصحاب القرار في تلك المدينة وأن وجودهم شرعي وبطلب من المدنيين.

 

وفي وقت سابق اليوم الجمعة، أجرى رأس النظام السوري بشار الأسد زيارة إلى مدينة حلب، بحجة تفقد الخسائر التي حصلت جراء الزلزال الذي ضرب تركيا وامتدت آثاره إلى سوريا.

 

وكان اللافت للانتباه ظهور متزعم ميليشيا فيلق القدس في مدينة حلب، المدعو إسماعيل قاآني، إلى جانب ظهور متزعم ميليشيا الحشد الشعبي العراقي، المدعو عبد العزيز المحمداوي.

 

وتطرح زيارة الأسد إلى حلب في هذا الوقت بالذات، بالتزامن مع تواجد زعماء وقادة الميليشيات في مدينة حلب، الكثير من الأسئلة، وأبرزها ما الذي تريده الميليشيات من حلب؟، وما الهدف من ظهورها بهذا الشكل العلني؟، وما الرسائل التي أرادوا إيصالها؟.

 

واستنكر ناشطون سوريون ما يجري في مدينة حلب التي باتت مستباحة من قبل الميليشيات، حسب وصفهم، مؤكدين أن الزلزال الحقيقي المدمر هو “زلزال الأسد وميليشياته الإيرانية، التي تسببت بقتل وتشريد السوريين”.

 

وعبّر كثيرون عن سخطهم من ما يجري في حلب بالقول “والي حلب إسماعيل قاآني الإيراني، يزور حلب للاطلاع على أحوال المتضررين من الزلزال وللاطلاع على سير قدوم المساعدات من الدول العربية لحلب.. نعتقد أن أكبر زلزال ضرب سوريا هو زلزال (الأسد – سليماني) وليس أي زلزال آخر”.

 

وأضاف آخرون “وصول قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال إسماعيل قاآني إلى مدينة حلب للإشراف على تقديم المساعدات للشعب السوري، علما أن فيلق القدس قد تسبب بقتل أضعاف ما فعله الزلزال أثناء دعمه لقوات الأسد خلال عشر سنوات”.

 

وحول ذلك قال طاهر أبو نضال الأحوازي، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية، في تصريح لمنصة  SY24، إن “زيارة الأسد ما هي إلا تغطية على الجرائم التي قام بها نظامه المجرم ولتلميع وجهة الإرهابي،  وأيضا يريد أن يقول للعالم وخاصة لموالية أنني موجود خاصة بعد دخول الإرهابي قاآني متزعم فيلق القدس والذي دنس الأرض السورية الطاهرة وبات هو وميليشياته يرقصون على جثث الشعب السوري العظيم المقهور”.

 

وأضاف أن وجود “الميليشيات وقائد فيلق القدس الإرهابي لدولة الاحتلال الإيراني في حلب، خاصة بعد القصف الموجع  من قبل إسرائيل على ميليشياتهم الإرهابية هناك، وأيضا عقب الزلزال، هو رسالة للأطراف الدولية بأننا نحن  أصحاب القرار السيادي على أرض سوريا كما أعلونوا من قبل بأن  سوريا هي إحدى المحافظات الإيرانية مثلها مثل بغداد”.

 

وتحدث ناشطون عن أن زيارة متزعم ميليشيا فيلق القدس المدعو قاآني إلى مدينة حلب، سبقت زيارة الأسد إلى المدينة، لافتين إلى أن زيارة رأس النظام السوري أتت بعد يومين من زيارة قاآني للمدينة، وأن الأسد حين أتى إلى المدينة كان مبتسماً دون خجل، وكان في استقباله أحد قادة ميليشيا تابعة لإيران، حسب تعبيرهم.

 

من جهته، قال الحقوقي المهتم بتوثيق انتهاكات إيران، عبد الناصر حوشان لمنصة SY24، إن “الزيارة هي استغلال لموضوع الزلزال ولإظهار الأسد لنفسه بأنه يدعم حاضنته في استغلال واضح للوضع الحالي”.

 

وأشار إلى أنه من المعروف أن الإيرانيين هم من يحكمون حلب وهم من يضعون يدهم على حلب

وهم من يقومون بعمليات ترميم المناطق الأثرية وهم من يقومون بعمليات التشيع، وبالتالي يمكن القول إن حلب تحولت إلى عاصمة للشيعة الإيرانيين، حسب وصفه.

 

واعتبر ناشطون أن متزعمي المليشيات وقادتها من الإيرانيين جاؤوا للاستيلاء على المعونات التي ستقدم لمدينة حلب للتخفيف من آثار الزلزال.

 

في حين سخر آخرون من وجود قاآني في حلب قبيل وصول الأسد إليها بيومين، متسائلين بطريقة تهكمية “هل طريق القدس بات يمر من حلب ومخيم حندرات ومخيم النيرب وبعدها من مخيمات دمشق؟”.

 

بدوره، قال الخبير العسكري العقيد أحمد حمادة لمنصة SY24، إن “زيارة زعماء الميليشيات الإيرانية هي رسائل بأنهم موجودون وأنهم يقومون بالأمور الإنسانية لنفي أي صفة إرهابية عن أنفسهم ونفي أنهم من دمروا حلب، ورسالة بأننا نريد توسيع نفوذنا ونريد السيطرة على المنطقة وأن الشعب هو من يريدنا ونحن جهة رسمية، وكل ذلك من أجل ان ترسل الدول مساعدات لهم، ومن أجل محاولتهم كسر الحصار المفروض على النظام بأن هناك آثار زلزال ودمار في المدينة”.

وتابع قائلاً “لكن أتوقع بأن المجتمع الدولي يعلم أن هؤلاء عديمو الإنسانية ولا يمكن الوثوق بهم في أي أعمال إنسانية وإنقاذية كونهم لا يتمتعون بالروح الإنسانية بعد أن قتلوا السوريين بالكيماوي ودمروا البلد، ويعلم أن ما يجري في سوريا بسبب سياستهم وسياسة روسيا في قتل السوريين، لذلك هم يحاولون إرسال رسائل للعالم بأنهم على استعداد لاستقبال المعونات، لكن في النهاية ستتم سرقتها من قبلهم”.

 

ومنتصف أيار/مايو 2021، وصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في زيارة مفاجئة إلى دمشق، التقى خلالها برأس النظام السوري.

وعقب اجتماعه مع الأسد أعلن عن افتتاح القنصلية العامة الإيرانية في حلب، وأضاف قائلاً: “نتطلع بأن يسهم ذلك في توسيع نطاق التعاون الاقتصادي والثقافي والتجاري بين البلدين”.

وكان المعارض الإيراني “علي رضا أسد زادة” قال لمنصة SY24، إن “حلب كانت من أهم معاقل الثورة السورية، وفيلق القدس فقد كثير من قادته وجنوده في معارك حلب، وبالتالي تراهن إيران كثيرا على حلب سياسيا وعسكريا وثقافيا وأيضا اقتصاديا”.

يذكر أنه في وقت سابق من العام 2020، تداولت وسائل إعلامية إيرانية، شريطا مصورا لـ “قاسم سليماني” المتزعم السابق لميليشيا فيلق القدس، تم تصويره خلال تواجده على جبهات القتال في محافظة حلب السورية.

ويظهر الشريط الذي يعرض لأول مرة، سليماني وهو يوصي عناصر ميليشياته في حلب بترديد أدعية مهمة، وفقاً لوصفه، حيث قال: “اللهم اجعلني في درعك الحصينة التي تجعل فيها من تريد”.

يذكر أن سليماني الذي قتل بغارة أمريكية في مطار بغداد الدولي بداية العام 2020، يعتبر الضابط الذي هندس وأشرف على ارتكاب العديد من المجازر في سوريا، وأشرف على العمليات العسكرية فيها منذ عام 2012.

مقالات ذات صلة