آلة الموت تعود مجدداً إلى محافظة درعا، إثر هدوء نسبي عقب الزلزال العنيف الذي ضرب عدة محافظات شمال سوريا، إذ تشهد المحافظة زلزالاً من نوع مختلف، ينحصر في عمليات الاغتيال والقتل شبه اليومية، والتي خلفت آلاف القتلى أيضاً من جميع شرائح المجتمع، بما فيهم المدنيين والعسكريين ورجال المصالحات والتسويات، وذلك كله في عهد سيطرة النظام السوري والميليشيات الإيرانية الحليفة له منذ خمس سنوات.
ويوم أمس الأحد، حسب آخر المستجدات التي نقلها مراسلنا في المنطقة، أكد استهداف المدعو “وائل الجلم” المقلب بـ “الغبيني” من قبل مسلحين مجهولين، بعدة طلقات نارية، إلا أنه نجا منها، وذلك في الحي الجنوبي الغربي من مدينة جاسم شمال درعا، حيث كان المدعو برفقة شقيق زوجته “خالد الجلم” 17 عام، والذي قضى برصاص المسلحين ومات فوراً.
وفي التفاصيل التي وافانا بها المراسل قال: إن “الجلم ينحدر من ذات المدينة، وقد عمل سابقاً في فصائل المعارضة السورية، وخضع لاتفاق التسوية، وبات يتزعم مجموعة محلية تتبع لفرع الأمن العسكري، اتهم بتنفيذ عدة عمليات اغتيال، طالت معارضين سابقين”.
يذكر أن المدعو “الغبيني” كان عنصراً سابقاً في “لواء فرسان الأبابيل” التابع للجيش السوري الحر، ومن ضمن الـ 45 شخصية المطلوبة للأفرع الأمنية في مدينة جاسم، عام 2021، غير أنه تم تسوية وضعهم، بمصالحة جديدة على غرار تسوية تموز 2018، وأصبح قيادي محلي في فرع أمن الدولة.
إن سيطرة النظام على محافظة درعا منذ سنوات، ولّدت ما يعرف بالاغتيالات، التي استخدمها طرفي الصراع، إذ حتمت طبيعة الصراع الثوري الجديدة، تغيير تكتيك واستراتيجية المواجهة العسكرية من مواجهة مباشرة إلى عمليات خاطفة سريعة تنقض على الهدف المحدد ثم تذوب في الحاضنة الثورية، أو زرع العبوات أو الاستهداف المباشر عندما تسنح الفرصة بذلك، حسب ما أكده الأكاديمي والمهتم بملف المنطقة الجنوبية “أحمد الحمادي” لمنصة SY24 في حديث سابق.