تفيد الأنباء الواردة من مدينة حلب بلجوء النظام السوري وميليشياته إلى هدم عدد من الأبنية بحجة أنها آيلة للسقوط بسبب الزلزال، في حين أكد مراقبون أنها ذريعة لاستغلال معونات الزلزال ولتهجير السكان من المدينة
وحسب مصادر متطابقة فإن الميليشيا الإيرانية هدمت 15 بناء هدما متعمدا في حلب، مستغلة ذريعة الزلزال مع العلم بأنها لم تتضرر منه ولكن لتحقيق أهداف معينة لها، حسب تعبيرها.
وأكد الأكاديمي أحمد الحمادي صحة ما تم تداوله، مبيناً أن “نظام الأسد يفتعل هدم المنازل في أحياء حلب الواقعة تحت سيطرته بحجة أنها متصدعة بفعل الزلزال، وذلك لحشد الدعم الدولي للمساعدات وبالتالي إنعاش خزينته”.
وكان من اللافت للانتباه قبل أيام، ظهور قائد ميليشيا فيلق القدس المدعو إسماعيل قاآني في حلب إلى جانب قادة ميليشيات الحشد الشعبي ومجموعات مساندة لهم، بحجة تفقد أوضاع المتضررين من الزلزال والإشراف على توزيع المساعدات القادمة من دول العالم، وذلك قبيل زيارة رأس النظام بشار الأسد إلى المدينة ، الأمر الذي أثار تساؤلات عدة حول سبب النشاط الملحوظ للميليشيات الإيرانية في تلك المدينة وفي هذا الوقت بالذات.
وحول ذلك قال الباحث رشيد حوراني لمنصة SY24، إن “إيران ومنذ حوالي عامين تعمل على السيطرة على مدينة حلب وتستغل الظروف تارة بانشغال روسيا في أوكرانيا لتعزيز نفوذها في حلب، وتارة أخرى بتقديم المعونات والأساليب الناعمة التي تتبعها والدعوة لتطويع شباب المناطق التي تنشب فيها بحلب لصالح ميليشياتها، وإخضاعهم لدورات عقائدية وترغيبهم بمكافآت مالية بظل الظروف المعيشية الصعبة.
وأضاف أن مطار الجراح وإعادة تأهيله من قبل روسيا، هو واحد من أسباب رغبة إيران بالسيطرة على حلب والتوسع فيها.
ولفت إلى أن استغلال إيران للزلزال واحد من الذرائع التي لجأت إليها لتهجير السكان الأصليين، وإحلال عناصر ميليشياتها سواء المحليين أو الأجانب من إيرانيين وأفغان وغيرهم.
من جانبه، أكد فريق منسقو استجابة سوريا في بيان، اليوم، أن النظام يستحوذ سابقاً على 70% من المساعدات الأممية، ويقوم حالياً بعمليات هدم وتدمير لمباني داخل مدينة حلب لإظهار أنها متضررة من الزلزال، مع العلم أن معظم ما تم هدمه أو تمت زيارته من مسؤولي الوكالات الدولية مدمر سابقاً نتيجة العمليات العسكرية في مختلف المناطق وتحديداً حلب.
وبات العنوان الرئيس لما يجري في مناطق النظام اليوم، هو تحرك الميليشيات وظهورهم للعلن في مناطق حماة واللاذقية وغيرها من المناطق الأخرى، مستغلين كارثة الزلزال لإثبات وجودهم في المنطقة وبأنهم هم أصحاب القرار بخصوص استلام المساعدات وتوزيعها.
وكان الباحث في الشأن الإيراني ضياء قدور، أفاد لمنصة SY24 بأن الزلزال فرصة ثمينة للميليشيات الإيرانية لتهريب الأسلحة والمعدات تحت أغطية وبطانيات الأمم المتحدة، بعيدا عن المراقبة الإسرائيلية وقصف الطيران الإسرائيلي، حسب قوله.
وأمس أفاد حقوقيون لمنصة SY24، أن الميليشيات الإيرانية تستولي على المعونات والمساعدات المقدمة للمتضررين من الزلزال في حماة المدينة، مشيرين إلى أنها تتحكم بكافة مفاصل المدينة في حين أن الروس هم من يديرون الأوضاع العسكرية.
وتؤكد مختلف الروايات أن النظام السوري فتح الباب لميليشياته ومجموعاته المسلحة للاستيلاء على المساعدات التي تأتي من الدول للسوريين المنكوبين من الزلزال، وسط غياب أي رقابة أو ضبط أممي لهذه الانتهاكات.