بعد أن حاصرتها حتى الموت.. الميليشيات تعود إلى حلب بغطاء وذرائع جديدة

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

أجمع عدد من المهتمين بالملف الإيراني والسوري، على أن إيران التي تسببت بحصار مميت لأحياء حلب الشرقية قبل سنوات، تعود إليها هذه المرة مصحوبة بجرافات إنقاذ ومساعدات وليس بأسلحة، لافتين إلى محاولة فرض النفوذ والتغلغل من بوابة المساعدات الإنسانية عبر ماكينتها “الهلال الأحمر الإيراني”.

وسلّط الإعلام الغربي بدوره على ما يجري من تحرك للميليشيات الإيرانية في حلب، وكيف أن الموالين لهذه الميليشيات رفعوا يافطات على مدخل مدينة حلب التي دمرها الزلزال، كتب عليها “سكان حلب يشكرون رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وقائد الحشد الشعبي عبد العزيز المحمداوي على دعمهم الشجاع للشعب السوري”.

وأضاف الإعلام الغربي بأن ميليشيا “الحشد الشعبي” الموالي لإيران والمدعوم من الدولة العراقية والذي يتألف من ميليشيات شيعية في الغالب عن “حملته الإنسانية”، مستشهداً بتسليمه الملابس الشتوية والغذاء والدواء وحليب الأطفال.

وأشار إلى أنه وإلى جانب المؤن، نشرت القوات قافلة إنقاذ نظمها اللواء 27 للميليشيا في حلب، عبرت عن “سعادتها بتقديم العون لإخوانها في سوريا”، مذّكراً بأن هذه الميليشيات هي نفسها التي ساعدت في تنفيذ حصار مميت لأحياء حلب الشرقية قبل سبع سنوات بتنسيق من طهران.

وحول ذلك قال الناشط السياسي عبد الكريم العمر لمنصة SY24، إن “إيران لها أطماع تاريخية في سوريا وفي حلب كما كل البلدان العربية، وهي ترى أن وجودها في سوريا يعزز فكرة الدفاع عن الأمن القومي الإيراني وما تسمى بالثورة الإسلامية، وهي تقوم بحملات تشيع واسعة في سوريا وتدفع أموالاً طائلة لقاء ذلك، وقد لا يختلف المشروع الإيراني عن المشروع الإسرائيلي”.

ورأى أن إيران “باحتلالها لسوريا عبر ميليشياتها وحتى ما كان يسمى المستشارية الثقافية الإيرانية، ترى أنها تحقق انتصارات وتتبع كل الأساليب لقاء ذلك”.

واعتبر أن “إيران التي دمرت سوريا وتعمل عبر بشار الأسد على تدمير الهوية الوطنية السورية وتدمير بنية المجتمع السوري”، واليوم في الزلزال تظهر كأنها عامل إنساني، لكنّ هدفها من الوجود في حلب سرقة المساعدات التي تأتي للنظام من بعض الدول والجهات الدولية وأيضا المزيد من التغلغل في ما يسمى مؤسسات النظام والمجتمع السوري، ومن أجل استمرار احتلالها لسوريا تماما كما فعلت في العراق.

وحسب الإعلام الغربي، فإن ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني ومنذ مشاركته في عملية استعادة مدينة حلب في كانون الأول/ ديسمبر 2016 ، رسخت مكانها في مشهد حلب، من خلال إدارة النقل العام أو حتى ابتزاز بعض الشركات المحلية مقابل الحماية.

في حين يرى مراقبون أن  منظمة “الهلال الأحمر الإيراني” هي أحد أبرز أذرعها اليوم في سوريا عامة وفي حلب خاصة.

وفي هذا الجانب قال طاهر أبو نضال الأحوازي، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية، في تصريح لمنصة SY24، إن “الهلال الإيراني والمؤسسات المدنية الكبرى الأخرى كلها يديرها الحرس الثوري الإيراني كما يعمل على إدارة كافة المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية  والصناعية، وجميع المسؤولين في هذه المنظمات عبارة عن أعضاء أساسيين في الحرس الثوري الإيراني”.

وتابع، أن ما شاهدناه في الأيام الأخيرة بعد كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، كان ظهور  الهلال الأحمر الإيراني في حلب وغير حلب،  جاء للتغطية على جرائم مليشيا دولة الاحتلال الإيرانية.

وأكد أن كل المساعدات التي يقدمها الهلال الأحمر الإيراني عبارة عن دعاية كاذبة، خاصة أن الشعوب في عموم جغرافية ما تسمى إيران السياسية، منتفضة ضد الوضع الاقتصادي المتردي والمواطن لا يحصل على لقمة الخبز ويبحث عنها في النفايات، يضاف إلى ذلك ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل العملة الإيرانية، لذا كل ما يقوم به النظام الإيراني عبارة دعاية سخيفة يضحك بها على أتباعه، حسب تعبيره.

ويرى مراقبون، أنه بالإضافة إلى وجودها العسكري، تعتزم طهران توسيع نفوذها ليشمل قطاعات رئيسية من الاقتصاد السوري، الذي دمرته الحرب التي استمرت 12 عامًا والفساد المستشري.

 

من جهته، قال الباحث في الشأن الإيراني ضياء قدور لمنصة SY24، إن “الهلال الأحمر الإيراني لا يعتبر جزءًا من الأدوات الناعمة لإيران، بل هو جزء لا يتجزأ من الحرس الثوري ويدار منه بشكل خفي وحتى أن قادته من الحرس الثوري”.

وبيّن أن تاريخ هذه المنظمة مشهود له باستغلال الأزمات سواء في البوسنة في التسعينيات أو في لبنان 2006، حيث تم استخدامه لنقل الأسلحة تحت غطاء العمل الإنساني، وهو غطاء لنقل السلاح والمعدات العسكرية فقط، حسب قوله.

وأفاد بأن إيران بنت حاضنة لها في حلب  وبالتالي تريد أن تُشعر هذه الحاضنة بأن هناك جهة قوية داعمة لها تقف وراءها في الأزمات، وهذا هو الهدف الإيراني اليوم من العودة إلى حلب، حسب وصفه.

ومنتصف العام 2021، أعلنت إيران وبشكل رسمي وشرعي، نجاحها في تثبيت أقدامها وافتتاح قنصلية تابعة لها في مدينة حلب على مرأى ومسمع من النظام السوري.

وذكرت وسائل إعلام النظام أن طهران افتتحت القنصلية الإيرانية في حلب بحضور السفير الإيراني بدمشق مهدي سبحاني، وعدد من الشخصيات الرسمية في محافظة حلب.

وأكد معارضون إيرانيون حينها لمنصة SY24، أن فتح القنصلية العامة الإيرانية في حلب جزء من مشروع إيران الأمني في سوريا.

مقالات ذات صلة