أصيب ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة جراء حريق اندلع في منزلهم بحي النشوة الغربية بمدينة الحسكة شمال شرق سوريا، في الوقت الذي تسببت فيه النيران باحتراق المنزل بشكل شبه كامل قبل أن تتدخل فرق الإطفاء لإخماده بسرعة خوفاً من انتقاله إلى المنازل والمباني المجاورة، فيما تم إسعاف الجرحى إلى المشفى لتقديم المساعدة الطبية لهم، ليرتفع عدد الحراق التي ضربت مدينة الحسكة والمدن والبلدات المحيطة بها لأكثر من 100 حريق منذ بداية العام الجاري.
مصادر طبية متقاطعة داخل مدينة الحسكة، الخاضعة جزئياً لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، قالت إن الحرائق تسببت إلى الآن بمقتل وإصابة مالايقل عن 50 شخص في عموم المحافظة منذ بداية العام الجاري غالبيتهم من النساء والأطفال، في الوقت الذي تعرض فيه عدد كبير من المصابين لحروق بليغة من الدرجتين الثانية والثالثة تسببت لهم بتشوهات دائمة.
مراسل منصة SY24 في مدينة الحسكة أوضح أن معظم الحرائق التي نشبت في المنطقة تعود أسبابها إلى تدني جودة مادة المازوت المخصص للتدفئة واضطرار الأهالي إلى تسخينه بالنار قبل استخدامه، الامر الذي أدى إلى عدد كبير من الحوادث نجم عنها خسائر مادية كبيرة في المنازل والأراضي الزراعية ومقتل وإصابة عدد من المدنيين.
المراسل أشار إلى أن السبب الثاني للحرائق التي ضربت مدن وبلدات محافظة الحسكة هو الأعطال التي تصيب الشبكة الكهربائية في المنطقة، إن كانت الشبكة العادية أو الشبكة الخدمية المغذية لمحطات تحلية المياه والمستشفيات والمؤسسات التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، أو الشبكة الكهربائية المحلية “أمبيرات”، والتي أدت إلى حرائق في المحال التجارية والمعامل والمنشآت الصناعية مسببةً خسائر مادية تقدر بملايين الليرات السورية.
أهالي مدينة الحسكة طالبوا “الإدارة الذاتية” بضرورة معالجة أسباب الحرائق والحد منها نظرا للأضرار الجسيمة التي سببتها خلال أقل من شهرين، ناهيك عن الحرائق التي أصابت بعض المخيمات العشوائية والنظامية المتواجدة في المنطقة وتضرر مئات النازحين منها، بالإضافة إلى احتراق مئات الهكتارات الزراعية.
“أم عبدالله”، نازحة من ديرالزور ومقيمة في حي النشوة في الحسكة، ذكرت أنها “امتنعت عن استخدام المازوت في التدفئة على الرغم من انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير خلال الأيام الماضية، وذلك بسبب تخوفها من احتراق منزلها على غرار المنازل التي احترقت في الحي بسبب قيام الأهالي بتسخين المازوت من أجل استخدامه في التدفئة”، على حد تعبيرها.
وفي حديثها مع مراسل منصة SY24 في الحسكة قالت:” حصلنا على المازوت المخصص للتدفئة بسعر مدعوم ومنخفض مقارنةً بسعر المازوت الحر، إلا أن جودته كانت متدنية للغاية لأنه متجمد وكأنه قالب من الثلج ما اضطر البعض لتسخينه بالنار من أجل استخدامه، غير أن هذه الطريقة تسبب إلى الآن بوفاة عدد كبير من المدنيين واحتراق عشرات المنازل، ما دفعني للتفكير مجددا في استخدامه”.
في الوقت الذي حذر فيه الدفاع المدني التابع لـ”الإدارة الذاتية” في مدينة الحسكة، الأهالي من ضرورة عدم قيامهم بتسخين مادة المازوت باستخدام طرق وصفها بـ”البدائية”، خوفاً من تسببها بحرائق تؤدي إلى أضرار في الأرواح والممتلكات الخاصة والعامة، ودعت لاتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر عند استخدام المحروقات أو وسائل التدفئة البدائية.
فيما دعا الدفاع المدني هيئة الطاقة في “الإدارة الذاتية” بضرورة تعيين فريق متخصص لفحص الشبكة الكهربائية بشكل دوري، واستبدال الكابلات التالفة بأخرى جديدة وتغيير بعض المحولات منتهية الصلاحية، وذلك لتجنب حدوث أي ماس كهربائي يتسبب بحرائق في المنشآت الصناعية والمحال التجارية في المدينة.
والجدير بالذكر أن أهالي جميع مدن وبلدات شمال شرق سوريا الخاضعة لسيطرة قوات “قسد” اشتكوا من تدني جودة مادة المازوت المخصص للتدفئة الموزعة من قبل لجنة المحروقات وبسعر مدعوم وصل إلى 300 ليرة مقابل اللتر الواحد، في الوقت الذي يعد فيه المازوت الحر الذي يباع في محطات الوقود وعلى البسطات أفضل نوعية، إلا أن سعره يصل إلى ثلاثة أضعاف المازوت المدعوم، ما أجبر الأهالي على استخدام المازوت المدعوم بالرغم من سوء جودته، نتيجة انخفاض درجات الحرارة في المنطقة خلال الشهرين الماضيين.