تعالت أصوات بعض القاطنين في مناطق النظام السوري مطالبة الإيرانيين وميليشياتهم بنقل مقراتهم وأماكن اجتماعاتهم من بين المنازل والأبنية المأهولة بالسكان إلى خارج دمشق بشكل خاص.
جاء ذلك على لسان الصحفي صبري عيسى القاطن في دمشق، والذي ينتقد بين الفترة والأخرى وبشكل لاذع التواجد الإيراني وحتى الروسي في سوريا.
وتزايدت حالة سخط القاطنين في مناطق النظام بشكل خاص عقب الغارة الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مبنى سكني في منطقة كفرسوسة وسط دمشق، والذي قيل إنه كان يضم اجتماعا لقادة إيرانيين بارزين، وسط تكتم ملحوظ من النظام عن عدد القتلى هناك.
وقال عيسى “ماذا نقول عن القصف الإسرائيلي الذي يستهدف مواقع إيرانية تتواجد وسط أماكن سكن السوريين الذين يموتون بالمجان، ويدفعون فاتورة الجوار الفارسي وسط أماكن سكنهم؟”.
وأضاف “إذا كنا لا نستطيع الطلب من الإيرانيين الخروج من بلدنا، على الأقل انقلوا أماكن تواجدهم خارج المدن السورية وبعيدا عن أماكن سكن السوريين، ويصطفلوا مع القصف الإسرائيلي وفخار يكسر بعضه”.
وزاد قائلاً ” كل نقطة دم من أي سوري نتيجة القصف الإسرائيلي على أي موقع يتواجد فيه أي إيراني، أهم من كل ملالي طهران وفرق اللطم التابعة لهم”.
وتابع، افهموها وبالصوت العالي: لن يعود السلام والاستقرار إلى بلدنا بوجود الفرس والروس، وعليهم الخروج من بلدنا، ومن لا يعجبه كلامي ينطح راسه بأقرب جدار، حسب تعبيره.
وكان اللافت للانتباه ما ألمح إليه بالقول: “هل استقبلت إيران وروسيا أي سوري مهاجر، مع أن هناك آلاف المرتزقة الفرس والروس يدنسون أرض سوريا”؟، حسب وصفه.
وحول ذلك، قالت بتول حديد، مساعد باحث في مركز حرمون للدراسات المعاصرة لمنصة SY24، إن خيرّت السوريين _ المؤيدين _ على وجه الخصوص أيهما تفضل الروسي أم الإيراني، الجميع سيقول الروسي.
وأوضحت أن الاحتلال الإيراني والتواجد في سوريا مكروه من قبل المؤيدين، كون الإيرانيين يحملون سيف على رقاب الضباط، الصناعيين، ويتبعون أساليب التشبيح على الشبيحة أنفسهم.
من جانب أخر، الإيرانيون يسيطرون على أماكن بين المباني السكنية في المزة، كفرسوسة، المزرعة، في العمق الدمشقي في العاصمة السورية بشكل واضح، والسوري اليوم اكتفى ولم يعد يرغب بالموت لأجل أي طرف أو شخص، حسب وجهة نظرها.
وكان من اللافت أيضاً هو الردود التي توالت عقب كلام الصحفي عيسى، والتي أيدت عدم الرغبة بخروج الإيرانيين من سوريا، مشيرة إلى أن أرواح البشر بسوريا رخيصة جدا وهذه الحسينيات والمراكز الثقافية في قلب العاصمة، أما التشيع وغسل الفكر وقولبته بفكر عفن وقتل الحس الوطني عند السوري، ما هي إلا تشجيع للخلاص من السوريين إما إلى الآخرة أو إلى أي مكان آخر، وفق قولهم.
ورأى آخرون أنه لم يعد لدى النظام الجرأة، للطلب من الإيرانيين الخروج من سوريا أو على الأقل نقرات مقراتهم العسكرية إلى خارج المدن السورية، وأضافوا أن وجودهم أصبح الآن أمرا واقعا ولا يمكن نقلهم فهم أصحاب الأمر والنهي.. ربما غداً ممكن.
الجدير ذكره، أن إيران وميليشياتها وجدت اليوم في كارثة الزلزال فرصة ثمينة سواء للتغلغل بشكل كبير جدا في مفاصل المجتمع السوري، أو لتهريب الأسلحة تحت غطاء المساعدات الإنسانية التي تدخل بحجة دعم المنكوبين من الزلزال، بحسب ما أكد الكثير من المهتمين بالشأن الإيراني لمنصة SY24.