أكدت تقارير غربية متطابقة أن إيران تعتمد وبشكل كبير على وحدتين عسكريتين توصفان بأنهما “الذراع الأخطر” وتقودهما الميليشيات في عمليات تهريب الأسلحة من طهران إلى سوريا.
وحسب المتابعة والرصد، تبين أن طهران تعتمد على “وحدة فيلق القدس 190″، وعلى “الوحدة 400” في أنشطة تهريب الأسلحة.
ويشرف على قيادة الوحدة 190، القيادي المدعو بهنام شهرياري، والذي يستخدم القوات العراقية لنقل الأسلحة براً من إيران وعبر العراق إلى سوريا ولبنان، وذلك عبر الطريق البري الممتد من العراق إلى سوريا ومن هناك إلى لبنان، لنقل الأسلحة الاستراتيجية والمواد الخطرة.
وتعمل الوحدة 190 على تهريب الأسلحة تحت ستار “بضائع حميدة” أو إنسانية، ونجحت في نقل عشرات الآلاف من الأطنان من الأسلحة في السنوات الأخيرة لميليشيا حزب الله في لبنان، والنظام في سوريا، والمنظمات الفلسطينية العاملة في غزة، والحوثيين في اليمن، حسب العديد من التقارير.
ويعتبر شهرياري من الأعضاء البارزين في ميليشيا فيلق القدس، كما أنه متورط في عمليات التهريب وغسل الأموال، وفي العام 2022، فرضت أميركا عقوبات على شبكة دولية لتهريب النفط وغسل الأموال بقيادة القيادي المذكور.
وتحظى الوحدة 190 في فيلق القدس بإشراف مباشر من متزعم الميليشيا السابق قاسم سليماني، إضافة للاهتمام من قبل المتزعم الجديد للميليشيات إسماعيل قاآني.
كما تمتهن الوحدة 190 الإيرانية، مهمة تهريب الأسلحة من طهران إلى فلسطين إلى اليمن أيضاً.
وفي السياق ذاته، تتعاون تلك الوحدة مع الوحدة 400 الإيرانية، والتي يقودها شخص يدعى عبد اللهي، إضافة إلى تبعيتها كذلك لميليشيا حزب الله، والتي تنشط في مجال تهريب السلاح أيضاً، كما تلعب دورا بارزا في عمليات تهريب العملة من العراق إلى طهران وإلى سوريا أيضا لدعم الميليشيات.
وتوصف الوحدة 400 بأنها “ذراع إيران لتنفيذ المهام الشيطانية والإرهابية”، إضافة إلى ضلوعها في عمليات الاغتيال.
وإلى جانب تهريب المال والسلاح، تنشط الوحدة 400 في تشكيل الميليشيات العسكرية وتوزيعها على مناطق النزاع والصراع لبسط نفوذها وتثبيت قدمها هناك.
وبعد اندلاع الأحداث في سوريا عام 2011، أدخلت إيران ميليشيات الوحدة 400 إلى الداخل السوري لتنفيذ مهام أمنية وعسكرية سرية.
وتعقيباً على ذلك قال المهتم بملف انتهاكات الميليشيات الإيرانية، “أحمد الحمادي” لمنصة SY24، إنه “منذ نشأة فيلق القدس نشأ كذراع عسكري لما يسمى بالجمهورية الإسلامية الإيرانية وكأداة من أدواتها لما طرح كشعار تصدير الثورة، أي تصدير نهج ولاية الفقيه إلى دول الجوار و خاصة العربية، من أجل خلق الأتباع و الموالين لها في هذه البلدان عسكريا وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا وعقائديا عن طريق التشيع، وهذا ما نلمسه على أرض الواقع في الدول التي تدخلت فيها إيران، فقائده قاآني يتصرف في العراق وكأنه الحاكم الفعلي، وفي لبنان واليمن وسورية لهم نفوذ كبير على مجرى الحياة السياسية والعامة في هذه الدول”.
وبيّن أنه ولتعزيز هذا النفوذ لا بد من التسليح والدعم اللوجستي لتمكين المشروع الإيراني فيها وبوسائل مختلفة ومنها التهريب للأسلحة والأموال ومختلف أشكال الدعم، وتحت غطاء البضائع والخضار والمواد الغذائية والنفط وغيرها، فمنذ تم فتح معبر باب البوكمال كانت الإمدادات الإيرانية تتدفق إلى سورية ولبنان تحت الخضار والفواكه الإيرانية.
وختم موضحاً، أن ميليشيات الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس تقوم بتهريب الأسلحة والذخائر والدعم اللوجستي عبر وحداته العاملة، إلى سورية واليمن ولبنان، أما العراق فتعتبرها حديقة خلفية لها تصول وتجول فيها وتقرر ما تشاء، حسب تعبيره.
الجدير ذكره، أنه نهاية الشهر الماضي، تصدر استهداف رتل من الشاحنات بطيران مجهول المصدر شرقي سوريا، واجهة الأحداث حول حقيقة ما كانت تحتويه تلك الشاحنات ومن هي الجهة المسؤولة عنها وسط تباين في الروايات والتساؤلات.
وحسب ما يتم تناقله فإن الشاحنات تعود للميليشيات الإيرانية وهي تحمل على متنها أسلحة وذخيرة، في حين لفتت أخبار أخرى إلى أن ما كانت تحمله الشاحنات هي مواد غذائية ولا علاقة للأسلحة فيها.
وحول ذلك قال الناشط الميداني “أبو عبد الله الحسكاوي” وابن المنطقة الشرقية لمنصة SY24، إن “الشاحنات تعود للميليشيات الإيرانية وكان على متنها أسلحة ولوجستيات”، مبيناً أن من استهدفها هي قوات التحالف الدولي وبالقرب من قاعدة الإمام علي الإيرانية.
وفي هذا الجانب، بيّنت بعض التقارير أن الوحدة 190 بالتعاون مع الوحدة 400، هي التي كانت مسؤولة عن شاحنات التهريب من العراق إلى سوريا في تلك الفترة، إضافة إلى المخاوف من نشاطها المتزايد في تهريب الأسلحة مستغلة كارثة الزلزال.