اندلعت اشتباكات وصفت بـ “العنيفة” داخل مدينة البوكمال شرقي ديرالزور، وذلك عقب قيام الفرقة الرابعة التابعة لجيش النظام بمهاجمة أحد مقرات ميليشيا “الدفاع الوطني”، ما تسبب بسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين قبل انسحاب الفرقة وعودتها إلى مواقعها، وانتشار مكثف لعناصر الأفرع الأمنية والميليشيات الإيرانية في المنطقة.
الهجوم على مقر ميليشيا الدفاع الوطني بالبوكمال جاء بعد يوم واحد من قيام أهالي بلدة “عياش” بالريف الغربي لدير الزور بإحراق جميع مقرات ميليشيا الفرقة الرابعة بالبلدة وطردها لخارجها، مع تهديدهم بمهاجمتها حال عودتهم إليها، على خلفية قيامها بقتل اثنين من أبناء البلدة المنتسبين لصفوف ميليشيا الدفاع بحجة الضلوع بعمليات تهريب إلى مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” دون دفع إتاوات مالية لها.
شهود عيان من داخل مدينة البوكمال، قالوا: إن ثلاث سيارات مزودة بمضادات أرضية تابعة لميليشيا الفرقة الرابعة هاجمت مقر ميليشيا الدفاع الوطني في شارع المعري القريب من دوار الفيحاء وسط المدينة، وأطلقت النار باتجاهه بشكل مباشر ما تسبب بمقتل اثنين من حرس المقر وإصابة آخرين، قبل أن تندلع اشتباكات بين الطرفين استمرت لأكثر من ساعة استخدم فيها الطرفان الأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية.
وأكد شهود العيان، أن ميليشيا الدفاع الوطني قامت باستقدام تعزيزات عسكرية من نقاط الرباط التابعة لها في بادية البوكمال وأيضاً من مدن العشارة والميادين في الريف الشرقي، وفرضت طوقاً أمنياً مشدداً حول جميع مقراتها في شارع المعري وحي الجمعيات ومساكن البريد ومنطقة الكتف الحدودية مع العراق، ونشرت مجموعة من السيارات المزودة بمضادات أرضية في المنطقة وسط حالة من الخوف والرعب لدى أهالي المدينة.
وبالتزامن مع ذلك، قامت الفرقة الرابعة بإخلاء اثنين من حواجزها العسكرية عند مدخل مدينة البوكمال بشكل مؤقت و سحبت عناصرها من بعض نقاط الرباط في بادية البوكمال، وشددت من الحراسة على مقراتها العسكرية تحسباً لأي هجوم مضاد قد تشنه ميليشيات الدفاع عليها، مع بقائها على جميع الحواجز العسكرية المتواجدة عند نقطة التهريب الجديدة التي أنشأتها قبل عدة أسابيع مع مناطق “قسد” على السرير النهري.
وقال مراسل منصة SY24 في البوكمال، إن “السبب الرئيسي للهجوم الذي شنته ميليشيات الفرقة الرابعة على مقر ميليشيا الدفاع الوطني يعود لقيام الأخيرة بإدخال شاحنة مليئة بالسجائر من العراق ونقلها إلى مدينة ديرالزور تمهيداً لتوزيعها على باقي المحافظات السورية، وذلك دون دفع أي إتاوات مالية لها أو لحواجزها، ما أثار حفيظة ضباط الفرقة الرابعة وقيامهم بإصدار أوامر لعناصر الميليشيا بالهجوم على مقرات الدفاع الوطني في البوكمال”.
وذكر المراسل، أن “ميليشيا الدفاع نشطت خلال الآونة الأخيرة بتهريب السجائر والتبغ وبعض أنواع المواد الغذائية عبر المعابر البرية غير الشرعية على الحدود السورية العراقية بالاتفاق مع ميليشيا الحشد الشيعي العراقية، مقابل حصول الأخيرة على نسبة من الأرباح، دون علم قيادة ميليشا الحرس الثوري الإيراني التي تسيطر على علميات التهريب في المنطقة بشكل كامل”.
الاشتباكات بين الميليشيات في مدينة البوكمال دفعت سكان أحياء وسط المدينة للهرب منها والاتجاه صوب القرى المحيطة بها لحين توقف هذه الاشتباكات وعودة الهدوء إلى المنطقة، مع دعوات أهلية بضرورة إخلاء المقرات العسكرية وسط الأحياء السكنية وإخراجها منها في أسرع وقت، وتحييد المدنيين عن الصراعات الدائرة بين الميليشيات المسلحة.
والجدير بالذكر أن جميع الميليشيات المسلحة المتواجدة في مناطق النظام بدير الزور تتنافس فيما بينها للسيطرة على معابر التهريب البرية مع العراق والنهرية مع مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، والتي تستخدمها في نقل المواد الغذائية و المحروقات وبعض السلع التجارية الأخرى، ناهيك عن نقل كميات كبيرة من المخدرات والحبوب المخدرة “الكبتاغون” المصنعة في معامل ميليشيا حزب الله اللبنانية وميليشيا الفرقة الرابعة التابعة لقوات النظام.