أوضاع مأساوية يعيشها الأهالي النازحين من منازلهم إلى مخيمات الإيواء شمال غربي سوريا، عقب الزلزال الذي ضرب مدن وبلدات عدة في المنطقة، إذ بنيت تلك المخيمات بشكل عشوائي لاستيعاب الأعداد الهائلة من النازحين والمتضررين من الأهالي في المناطق المنكوبة.
وحسب ما رصدته منصة SY24 فإن عدد كبيراً من المخيمات يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، ولاسيما الخيام الجماعية الكبيرة التي خصص عدد منها للنساء والأطفال، وعدد آخر للرجال، حيث تستوعب أعداد كبيرة تفوق طاقة استيعابها من الطرفين، في ظل درجات الحرارة الباردة والمنخفض الجوي الذي رافق الأسابيع الأولى من الزلزال.
وفي آخر المستجدات التي نقلها مراسلنا في ريف حلب، أكد أنه صباح اليوم توفي طفل صغير من الأهالي النازحين في مدينة اعزاز، جراء البرد الشديد، وعدم توفر وسائل التدفئة داخل مخيم الإيواء الجديد.
وأكد مراسلنا خروج مظاهرة صباحية لأهالي المخيم وسط غضب شعبي كبير للمطالبة بتحسين وضع العائلات داخل مراكز الإيواء، مع تأكيدهم على التقصير الواضح في تأمين الحاجات الأساسية للنازحين.
لا يختلف الوضع في مدينة جنديرس عن باقي المناطق المنكوبة، ولاسيما أنه نالها النصيب الأكبر من الدمار عقب زلزال السادس من شباط، مخلفاً آلاف العائلات الناجية والتي باتت بلا مأوى أو مسكن.
يقول الناشط الصحفي “فداء الصالح” في حديثه إلينا، وهو أحد الأهالي المتضررين من الزلزال في المنطقة، إن اليوم معظم العوائل تفترش أراضي زراعية متطرفة، نصبت فيها خيام مؤقتة، دون وجود خدمات الصرف الصحي، ومياه الشرب النظيفة، ووسائل التدفئة، وحتى والأغطية والوسائد والمفروشات فهي غير كافية.
وأضاف أنه بالنسبة لمياه الشرب فيتم توزيع عبوات مياه من قبل منظمات أو جمعيات خيرية بشكل يومي، في حين وضع عدد قليل من خزانات المياه الخاصة بالحاجات اليومية كالغسيل والتنظيف، وهي غير كافية أيضاً مقارنة مع عدد الموجودين.
وأشار أن معظم مخيمات الإيواء التي أقيمت بشكل فوري كاستجابة طارئة للكارثة، أقيم على أراض ذات ملكية خاصة، إذ لا يسمح للأهالي ببناء كتل حمامات أو تجهيز صرف صحي لأنها مخيمات غير دائمة إنما هي مؤقتة.
هذا ما أكدته السيدة “جميلة” 33 عام، تقيم في مخيم إيواء قرب منطقة عقربات شمال سوريا، إثر تصدع منزلها وخوفها من انهياره في أي لحظة فوق رؤوس أطفالها.
تقول لنا: إنه “إثر الزلزال مباشرة تصدع منزلهم بشكل واضح، ما جعلها تخرج منه إلى أقرب مركز إيواء في المنطقة، إذ تقيم هناك منذ 18 يوم تقريبا، تأتي كل أسبوع لأخذ حاجات من المنزل، وغسيل ثياب أطفالها، ثم العودة للمركز الذي هو عبارة عن عدة خيام كبيرة منها ماهو للرجال ومنها ماهو للنساء”.
تشكي “جميلة” من ازدحام مراكز الإيواء، وعدم توفر وسائل التدفئة أيضاً، وكذلك عدم وجود حمامات كافية لاستيعاب العدد، وكذلك نقص المياه المخصصة للاستعمال ما يجعلها تعود المنزله كل عدة أيام لاستحمام أطفالها وتبديل ثيابهم.
حيث قلب زلزال السادس من شباط، موازين الاستقرار ومعايير الأمان في الشمال السوري، لتصبح الخيام القماشية الأكثر مطلباً للأهالي، ولا سيما المتضررين من الزلزال، بعد أن أصبحت منازلهم الاسمنتية مصدر رعب وخوف، وبات يخشى من أي هزة ارتدادية قوية، تؤدي إلى انهيار الجدران المتصدعة في المباني السكنية والطابقية، فوق رؤوس قاطنيها، كما حدث في الأيام الماضية.
وفي ذات السياق ذكر الدفاع المدني السوري أن عشرات آلاف العوائل التي باتت بلا مأوى بعد انهيار منازلها أو تصدعها بسبب الزلزال، هم بأمس الحاجة لخدمات الرعاية الصحية في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشونها مع الأجواء الشتوية.