استأنفت العملية التعليمية مطلع الأسبوع الجاري في محافظة إدلب وريفها، بعد عطلة استمرت ثلاثة أسابيع عقب زلزال السادس من شباط الجاري، والذي أدى إلى توقف الدوام بشكل مؤقت بسبب تأثر عدد كبير من المنشآت التعليمية بالزلزال، كما تحول عدد منها إلى مراكز إيواء للمتضررين، فضلاً عن وفاة عدد كبير من الكادر التدريسي والطلاب.
مراسلة SY24 تواصلت مع “زياد العمر” المكلف بتسيير أعمال وزارة التربية والتعليم في إدلب، الذي أكد لنا أن عدد المدارس التي تضررت في محافظة إدلب بلغ 250 مدرسة، متوزعة في عدد من المناطق، منها حارم وسلقين والأتارب والملند وإدلب المدينة، إضافة إلى تهدم جزئي لحق 203 مدرسة، منها 46 طالتها تشققات بسيطة في جدرانها، ومدرسة واحدة تهدمت بالكامل.
فيما خلف الزلزال آلاف الضحايا، بينهم 39 مدرس وإداري، 421 طالب وطالبة، توفوا جميعهم تحت الأنقاض فضلاً عن إصابة عدد كبير من الكوادر التدريسية والطلاب بإصابات متفاوتة، ما أثر على سير العملية التعليمية في المنطقة.
وأدى تضرر آلاف العائلات في مختلف المدن والبلدات إلى اللجوء لبعض المدارس والإقامة فيها بشكل مؤقت كمركز إيواء، ولا سيما في المناطق المتضررة بشكل كبير.
وأشار” العمر” إلى أنه تمت الدراسية الهندسية للمدارس المتضررة لوضع خطة للترميم عن طريق الحكومة والتنسيق مع وزارة التنمية، إضافة إلى تدريب الطلاب اليومين الماضيين على على كيفية إخلاء المباني في أثناء الزلازل، أو في حال وقوعه أثناء الدوام المدرسي.
وذكر “العمر” أن مسألة الدوام أو العطلة ستكون حسب ما تقتضيه الحاجة، وففاً للأوضاع العامة الاستثنائية أو التغيرات الجيولوجية التي تمر بها المنطقة حفاظاً على حياة الطلاب والمدرسين، وسط تكرار الهزات الارتدادية المفاجئة عقب الزلزال العنيف الذي ضرب المنطقة.
تقول المعلمة “ريم” إحدى المدرسات في منطقة كفر لوسين شمال إدلب :إنه “رغم عودة الدوام المدرسي، إلا أن عدد من الطلاب ولاسيما الصغار منهم، مازالوا في مرحلة صدمة ذهول من الزلزال، ويعانون إلى اليوم من رهاب الزلزال، وذلك أثر بشكل مباشر على تركيزهم في الدروس” .
وأضافت أن “عدداً من المدارس قامت في اليومين الماضيين بإجراء جلسات دعم نفسي للطلاب الخائفين من الزلزال وبعض الأنشطة الحركية، واللعب الرياضة لتفريغ الضغط النفسي عنهم، فضلاً عن تدريبهم على إجراءات العاجلة في حال حدث زلزال مفاجئ أو هزة أرضية قوية كما جرى في الأسبوعين الماضيين”.
من الجدير بالذكر أن القطاع التعليمي بشقيه العام والخاص يعاني من ضعف كبير في محافظة إدلب، بسبب توقف الدعم عن أغلب المدارس، واستمرار عدد كبير منها بشكل تطوعي ما سبب بإغلاق عدد منها في الفترة الأخيرة، حسب ما رصدته منصة SY24 في تقاريرها السابقة.