أرخى الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا في السادس من شباط الماضي بثقله على القطاع الطبي في الشمال والذي يعاني بالأساس من ضعف، بسبب توقف الدعم عن كثير من المنشآت الطبية.
كما تأثر القطاع الطبي بعد الزلزال بشكل واضح في محافظة إدلب شمال سوريا، وكان عدد الذين استقبلتهم المشافي في المنطقة يفوق طاقتها الاستيعابية، وحسب عماد زهران مدير المكتب الإعلامي بمديرية صحة إدلب في حديث خاص لمنصة SY24 تجاوز عدد المصابين 11 ألف مصاب.
وأضاف أن “الوضع مأساوي بسبب الضغط الكبير على المشافي ونقص الكوادر الطبية المستلزمات والأدوية التي شهدت نقص حاد فيها، وكانت من أبرز الصعوبات والتحديات التي واجهت القطاع الطبي أثناء معالجة المرضى”.
وأكد “زهران” أن الأيام الأربعة الأولى من كارثة الزلزال لم تدخل للمنطقة أي مساعدات طبية دولية، وبالتالي سبب ذلك استنزاف حاد لكل مخزونات المشافي ومديرية الصحة.
كما أثرت قلة الدعم على أداء المنشآت الصحية، فضلاً عن نقص المعدات الأولية ولا سيما أدوية التخدير وأقسام العظمية والعصبية، شكلت خطراً على حياة المرضى.
الحل الوحيد حسب ما ذكره “زهران” هو ضرورة تدخل دولي عاجل لدعم القطاع الطبي وإنقاذ حياة من تبقى من المصابين خاصة مع تسجيل إصابات متلازمة الهرس.
“أحمد الأحمد” مشرف تمريض في أحد المشافي، أكد لنا أن “النقص الحاد في موضوع الأدوية الالتهاب النوعية والمسكنات والشاش المعقم، أثر بشكل كبير على الاستجابة للمرضى، إضافة إلى النقص الحاد في المعدات الطبية والأجهزة خاصة أجهزة غسيل الكلى”.
كما تسبب العجز في تأمين الأدوية لمرضى السرطان في تأزم حالة عدد كبير منهم ولاسيما الذين عادوا من تركيا وتوقف علاجهم بعد الزلزال.
بالنسبة للنقص في الأجهزة، قال “الأحمد” إن المشافي في المنطقة تفتقر إلى أجهزة نوعية، وأجهزة تخدير، وأجهزة أشعة، والطبقي المحوري وكلها أثرت بشكل كبير على علاج المرضى والمصابين.
وناشد الأطباء الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالاستجابة السريعة وتقديم الأجهزة والمعدات التي تساهم في إنقاذ الناس، مؤكدين أن التأخر في الاستجابة من الممكن أن يرفع من نسب الوفيات.
إذ يعاني الشمال السوري من كارثة إنسانية وصحية عقب الهزة الأرضية العنيفة التي ضربت المنطقة، على إثر زلزال مدمر ضرب جنوبي تركيا بقوة 7.7 درجات، الأمر الذي أدى لخسائر بشرية ومادية كبيرة جداً منذ وقت الزلزال وحتى يومنا هذا.