وصفت واشنطن مخيم الهول الواقع بريف الحسكة شرقي سوريا، بأنه يشكل فرصة لعمليات التجنيد التي يقوم بها تنظيم داعش، مشيرة في الوقت ذاته إلى المعاناة الإنسانية في المخيم.
جاء ذلك في بيان صادر عن القيادة الأمريكية المركزية، في تعليق على إعادة العراق لعدد من نساء وأطفال عناصر داعش من المخيم.
وذكر البيان أنه “لطالما خدم مخيم الهول كنقطة اشتعال للمعاناة الإنسانية وفرصة تجنيد لداعش، وهذا هو السبب في أن إعادة هؤلاء السكان وإعادة تأهيلهم وإعادة دمجهم أمر بالغ الأهمية للعراق والمنطقة والهزيمة الدائمة لتنظيم داعش”.
وقال الجنرال “مايكل كوريلا” قائد القيادة المركزية الأمريكية في البيان، “إننا نثني على الحكومة العراقية لدورها البناء والشجاع في عملية الإعادة هذه، كما نثنى على قوات سوريا الديمقراطية التي تقوم بتأمين المخيم في الهول وبينما نواصل إعادة السكان وإعادة تأهيلهم ودمجهم فإن الأمن أمر بالغ الأهمية”.
ورغم ما جاء في البيان، إلا أن بعض رواد منصات التواصل الاجتماعي من العراقيين، حذروا من خطورة إعادة عائلات داعش ومحاولة دمجهم بالمجتمع العراقي، واصفين تلك العائلات بأنها “حواضن للإرهاب”، حسب تعبيرهم.
وتعقيباً على ذلك قال الكاتب والمحلل السياسي وابن المنطقة الشرقية “فراس علاوي” لمنصة SY24، إن “المخيمات ضمن الظروف الموجودة فيها العائلات أو هؤلاء المعتقلين هي بيئة خصبة لنشوء التطرف، كما أن الأطفال في هذه البيئة حافظت عائلاتهم على نفس بيئة التنظيم وعلى نفس الأفكار، لذلك ليس حلاً استمرار وجودهم في المخيم”.
وأضاف أن عدم قبول العراقيين لهذه العائلات، هو ليس خوفا من التنظيم وإنما خوفا من تحمل مسؤوليات هؤلاء الأطفال وعمليات إعادة تأهيلهم، وهي عملية انتقامية من أهالي هؤلاء الأطفال الذين يعتبرون أصلاً بأنهم من ضحايا التنظيم.
وأعرب عن اعتقاده بأن الحل لن يكون كافياً بإعادة العائلات إلى العراق بل يجب إعادة تأهيلهم مجددا وإعادة ربطهم بالمجتمعات وإحداث تغيير جذري بسلوكهم وأفكارهم، وهذا الشيء لا يتم في المخيمات بل المخيمات هي تكريس لفكر التنظيم، وسط غياب أي مبادرات توعوية حقيقية.
يشار إلى أن الحكومة العراقية تواصل مساعيها لإنهاء ملف مخيم الهول وتفكيكه، وإعادة القاطنين من الجنسية العراقية إلى البلاد.
وبين الفترة والأخرى يجدد العراق وعلى لسان مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، دعوته للدول الأوروبية والغربية بضرورة “إنهاء وجود مخيم الهول شرقي سوريا”.
ومؤخرا، دق العراق ناقوس الخطر بخصوص مخيم الهول وغيره من المخيمات شرقي سوريا، داعياً إلى منع تنظيم داعش من التحرك واختراق المخيمات ونشر فكره هناك، مطالبة في الوقت ذاته بتضافر الجهود الدولية والأممية لـ “تفكيك” المخيم.