ضربت هزة ارتدادية عنيفة مناطق شمال غربي سوريا، منتصف ليلة الماضية، بقوة 4.8 ريختر، ما أثار خوف وذعر السكان في مختلف المناطق، إذ نزل قسم كبير منهم إلى الشوارع والساحات العامة في المدن والبلدات، وسط ظروف مناخية قاسية، وقدوم عاصفة هوائية ضربت المنطقة، حسب ما رصدته المنصة.
وقالت مراسلتنا في منطقة كفر لوسين إن “الأهالي نصبوا خيام قرب منازلهم السكنية بعد كارثة الزلزال، وباتوا يقضون الليل فيها خوفاً من أي هزة متوقعة، إلا أن ليلة أمس، لم تصمد معظم الخيام أمام العاصفة الهوائية الشديدة، ما أدى إلى واقتلاع عدد كبير منها فوق رؤوس ساكنيها، وزاد من خوفهم ومعاناتهم.
منصة SY24 تواصلت مع “حسن الحسان” متطوع في الدفاع المدني السوري، والذي قال إن “عاصفة هوائية ضربت المنطقة، واقتلعت أكثر من 30 خيمة، خلال الليلة الماضية، في أكثر من 6 مخيمات، منها 5 لإيواء ناجي الزلزال، والتي تم إنشائها مؤخراً على أطراف مدينة جسر الشغور غربي إدلب”.
وأضاف في حديثه إلينا، أن ” عدداً كبيراً من المخيمات تعرضت لأضرار كبيرة منها مخيم بسمة أمل بالقرب من قرية زرزور في الريف نفسه، إذ استجابت الفرق وساعدت المدنيين على تثبيت خيامهم، وتأكدت من عدم وجود إصابات”.
وكانت الفرق قد حذرت الأهالي، عبر معرفتها الشخصية، من مخاطر اشتداد سرعة الرياح في أغلب المناطق السورية، والتي بدأت الليلة الماضية مع توقعات امتدادها لأكثر من 48 ساعةً القادمة بحسب توقعات الأرصاد الجوية.
وأشار الدفاع المدني إلى ضرورة تثبيت الخيام بشكل جيد، وعدم إشعال المدافئ فيها، أو إشعال النيران بالقرب منها، تجنبا الحوادث الحريق، فضلاً إلى التأكد من تثبيت ألواح الطاقة الشمسية، وكذلك عدم الاقتراب من الأبنية والجدران المتصدعة جراء الزلزال، والإبلاغ عنها فوراً خشية انهيارها فوق رؤوس ساكنيها.
وفي سياق متصل، تعرضت خيمة عائلة “أبو جهاد” في منطقة كفر لوسين شمال إدلب، إلى أضرار كبيرة، جراء الرياح القوية، بعد أن لجأت إليها قبل أسابيع، عقب تصدع جدران منزلهم، وخوفهم من انهياره في أي لحظة، لاسيما بعد تكرار الهزات الارتدادية العنيفة.
يقول في حديثه إلينا: “إنهم لم يناموا الليلة الماضية، بسبب هلع الأطفال من الهزة الأرضية، ثم زادت العاصفة، والرياح من بؤس الليلة، حيث اقتلعت الخيمة وتسببت بأضرار مادية وزادت من مخاوف الأطفال” .
حال “أبو جهاد” يشابه حال آلاف العائلات، في الشمال السوري، الذين تركوا منازلهم المتضررة، من الزلزال ولجؤوا إلى الخيام والأراضي المتطرفة، منذ قرابة الشهر، عقب الزلزال المدمر الذي ضرب شمال سوريا وجنوب تركيا خلف آلاف الضحايا والمصابين.